للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملابس من الفراء على طراز ملابس البرابرة، وأخذوا كذلك يرسلون شعورهم مثلهم، ومنهم من لبسوا السراويل، (البنطلون)، واستثاروا بذلك غضب الأباطرة، فأصدروا في غيظهم مراسيم بتحريم هذه الثياب. (٣٩٧، ٤١٦) (٦). وجاءت القوة التي دفعت هذه القبائل إلى غاراتها الكبرى على الإمبراطورية الرومانية من سهول المغول النائية. وتفصيل ذلك أن الزيونج-نو Hsiung-nu أو الهيونج-نو Hung-nu أو الهون Hun- وهم فرع من الجنس الطوراني، كانوا في القرن الثالث الميلادي يحتلون الأصقاع الواقعة في شمال بحيرة بلكاش وبحر آرال. وكانت سحنتهم، كما يقول جرادنيس Jordanes هي أقوى أسلحتهم:

فقد كانت ملامحهم الرهيبة تلقي الرعب في قلوب أعدائهم؛ ولعلهم هم لم يكونوا أقدر على الحروب من هؤلاء الأعداء. فقد كان أعداؤهم يستول عليهم الفزع فيفرون من أمامهم لأن وجوههم الكالحة كانت تقذف الرعب في القلوب .. ولأنهم كانت لهم في مكان الرأس كومة لا شكل لها فيها ثقبان بدل العينين. وهم يقسون على أولادهم من يوم مولدهم، لأنهم يقطعون خدود الذكر بالسيف حتى يعودهم تحمل ألم الجروح قبل أن يذوقوا طعم اللبن، ولهذا فإنهم لا تنبت لهم لحى إذا كبروا وتشوه ندب جروح السيوف وجوههم. وهم قصار القامة، سريعو الحركة، خفاف مهرة في ركوب الخيل، بارعون في استعمال الأقواس والسهام، عراض الأكتاف صلاب الرقاب؛ منتصبو الأجسام على الدوام (٧).

وكانت الحروب صناعتهم، ورعاية الماشية رياضتهم، وبلادهم كما ورد في أحد أمثالهم "هي ظهور خيلهم" (٨). وتقدم أولئك الأقوام إلى الروسيا حوالي عام ٣٥٥، مسلحين بالأقواس والسهام، مزودين بالشجاعة والسرعة، يدفعهم من خلفهم جدب بلادهم وضغط أعدائهم الشرقيين، فهزموا في زحفهم قبائل الألاني Alani، وعبروا نهر الفلجا (٣٧٢؟)، وهاجموا في أكرانيا القوط الشرقيين الذين كادوا أن يصبحوا أقواماً متحضرين. وقاومهم إرمنريك