للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدأت غزوات الدنمرقيين التي اجتاحت البلاد من بحر إلى بحر وهددت المسيحية الناشئة فيها بإحلال وثنية همجية جاهلة محلها، وفي ذلك يقول السجل الإنجليزي السكسوني: "جاءت في عام ٧٨٧ ثلاث سفن إلى سواحل سكسونيا الغربية … وقتلت الأهلين-وكانت هذه أولى سفن الدنمرقيين التي جاءت تطلب أرض شعب الإنجليز". وأغارت على نورثمبرلاند Northumberland في عام ٧٩٣ حملة دنمرقية أخرى، وخربت دير لندسفارن Lindisfarne الشهير وذبحت رهبانه. وفي عام ٧٩٤ دخل الدنمرقيون نهر وير Wear، ونهبوا ويرموث Wearmouth وجرو Jarrow حيث كان يكدح بك Bec العالم قبل خمسين سنة من ذلك الوقت. وفي عام ٨٣٨ هاجم المغيرون أنجليا الشرقية East Anglia وكنت Kent، وفي عام ٨٣٩ رابط أسطول للقراصنة مؤلف من ٣٥٠ سفينة في نهر التاميز، بينما كان بحارته ينهبون كنتربري Canterbury ولندن. وفي عام ٨٦٧ - فتحت قوة من الدنمرقيين والسويديين مقاطعة نورثمبرلاند، وقتلت آلافاً من "الإنجليز"، وخربت أديرتها، وأتلفت ما فيها من دور الكتب أو شتتها. وخيمت الفاقة والجهالة على مدينة يورك وما حولها، وهي البلدة التي حبت شارلمان بألكوين؛ ولم يحل عام ٨٧١ حتى كان معظم إنجلترا الممتد في شمال نهر التاميز خاضعاً للمغيرين. واتجه جيش دنمرقي بقيادة جثرم Guthrum نحو الجنوب في ذلك العام نفسه ليهاجم ردنج Reading عاصمة وسكس، والتقى إثلرد Ethelred مليكها وأخوه الأصغر ألفرد بالدنمرقيين عند آشدون Ashdown وهزموا المغيرين، ولكن إثلرد جرح جرحاً مميتاً في معركة ثانية عند مرتن Merton وولى الإنجليز الأدبار.

وجلس ألفرد على عرش سكسونيا وهو في الثانية والعشرين من عمره (٨٧١) ويصفه أسر Asser بأنه كان وقتئذ أمياً illieratus، وقد يكون معنى هذا اللفظ أنه يجهل القراءة والكتابة أو أنه لا يعرف اللغة اللاتينية! ويبدو أنه كان مصاباً