للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يضعف سلطانها وتقل مرات اجتماعها بعد القرن الثامن، ويحل محل معظمها محاكم النبلاء في ضياعهم. وكانت معظم السلطة الحكومية بإنجلترا في يد إلويتناجموت Witenagemot القومي- "مجلس العقلاء"- وهو جمعية صغيرة إلى حد ما تتألف من النبلاء، والأساقفة، وكبار وزراء التاج، وبغير موافقة هذا البرلمان الأبله لم يكن ملك إنجليزي يختار أو يبق على عرشه، أو يضيف قيراطاً إلى مزارعه الخاصة التي كان يستمد منها إيراده المستديم، ولم يكن في وسعه أن يسن قانوناً، أو يصدر حكماً قضائياً، أو يشن حرباً، أو يعقد صلحاً إلا بموافقته (٧). وكان أعظم سند للملكية ضد هذه الهيئة الأرستقراطية هو ما كان بينها وبين الكنيسة من حلف غير رسمي. ذلك أن الدولة الإنجليزية قبل التفتح النورمندي وبعده كانت تعتمد على رجال الدين في كل ما يتصل بالتعليم العام، والنظام الاجتماعي، والوحدة القومية، وبالإدارة السياسية نفسها. وكان القديس دنستان رئيس دير جلاستنبري Clastonbury كبير مستشاري الملكين إدمند Edmund (٩٤٠ - ٩٤٦) وإدرد (٩٤٦ - ٩٥٥)، وقد حمى الطبقتين الوسطى والدنيا من النبلاء؛ وكان جريئاً في نقد الملوك والأمراء، ولذلك نفاه الملك إدوج Edwig (٩٥٥ - ٩٥٩) من البلاد، ثم أعاده إدجر Edger (٩٥٩ - ٩٧٥) إليها، وهو الذي وضع التاج على رأس إدوارد الشهيد Edward the Martyr (٩٧٥ - ٩٧٨) ، وشاد كنيسة القديس بطرس في جلاستنبري، وشجع الفنون والتعليم، وتوفي وهو كبير أساقفة كنتربري في عام ٩٨٨. وكان أهل إنجلترا يجلونه ويعدونه أعظم قديسيهم قبل تومس آبكت Thomes (Becket.

ونشأت الشرائع ببطء في هذه الحكومة المفككة. وقد وجدت في القانون الألماني القديم، بعد أن عدل لفظه وظروفه، كفيتها. وبقيت في هذا القانون عادات تبرئة المتهم بشهادة شهود يقسمون بأنه بريء، كما بقيت فيه الدية،