للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الديني (٦٧٣) بهذه العادة، وعمل نفوذ الكنيسة بالتدريج على تثبيت قواعد العلاقة الزوجية، فارتفعت مكانة النساء ارتفاعاً عظيماً وإن لم يمنع هذا استرقاقهن في بعض الأحيان. ولم يكن النساء يتلقين إلا القليل من التعليم في الكتب، ولكن لم يجدن في ذلك ما يحول بينهن وبين تأثيرهن في الرجال واجتذابهم لهن. فكان الملوك يصبرون كثيراً على مغازلة النساء المتشامخات، ويستشيرون زوجاتهم في السياسة العامة (١٥). وقد ظلت إثلفلد ابنة ألفرد، وهي ملكة ونائبة عن الملك، جيلاً من الزمان تحكم مرسية حكماً حازماً صالحت، أنشأت فيه المدن، وأحكمت وضع الخطط الحربية، وانتزعت من الدنمرقيين دربي، وليستر، ويورك. ويقول عنها وليم من أهل مالمزبري إنها عانت مشقة كبيرة حين وضعت أول طفل لها، فأبت بعد ذلك عناق زوجها، وقالت إنه لا يليق بابنة ملك أن تستسلم لمتعة وقتية تؤدي بعد حين إلى تلك العواقب المتعبة" (١٦). وكانت تعيش في مرسية وقتئذ (حوالي ١٠٤٠) جدجيفا Godgifa زوجة إيرل ليوفريك Earl Leofric. ودارت حول اسمها جديفا Godiva الذي اشتهرت به فيما بعد كثير من القصص الممتعة الجذابة، وأقيم لها تمثال في كوفنتري Coventry (١) .

وعانى التعليم، كما عانى كل شيء سواه، الأمرين من جرّاء الفتح الإنجليزي-السكسوني، ثم أخذ ينهض من كبوته على مهل بعد أن اعتنق الفاتحون الدين المسيحي. فقد افتتح بندكت بسكوب Benedict Biscop مدرسة في دير ويرزموث Wearsmouth حوالي عام ٦٦٠، كان بيد Bede من خريجيها. وأنشأ إجبرت مدرسة ومكتبة في كنيسة يورك (٧٣٥)، صارت أهم مركز للتعليم الثانوي في إنجلترا، وأضحت إنجلترا في النصف الثاني من


(١) وقد ورد في هذه القصة أن ليوفريك رضى أن يعفي المدينة من ضريبة باهظة إذا أخرجت هي إلى الشوارع راكبة وعارية. والعالم كله يعرف بقية القصة.