للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشراف يناصرون الأدباء ويبسطون عليهم رعايتهم، فأخذ ولتر ينتقل من بلاط إلى بلاط يغني غناء البائس الشقي طلباً للقوت، ينافسه فيه المشعوذون والمهرجون الأذلاء. وحسبنا دليلاً على ما كان يعانيه في ذلك الوقت هذه العبارة المنقولة من حساب نفقات ولفجر Wolfeger أسقف باسو Passau " خمسة صلدات صرفت في ١٢ نوفمبر عام ١٢٠٣ إلى ولتر فن درفوجلويد ليشتري بها سترة من الفراء يتقي بها برد الشتاء" (٣٥). وكانت هذه حسنة مضاعفة لأن ولتر جبليني متحمس، هجا في شعره البابوات، وندد بعيوب الكنيسة، وثار على نقل الأموال الألمانية فوق جبال الألب لتملأ بها خزائن كنيسة القديس بطرس (٣٦). غير أنه كان على الرغم من هذا مسيحياً صادقاً، ألف نشيداً عظيماً سماه "نشيد الصليبيين"، ولكنه كان يستطيع في بعض الأوقات أن يسمو فوق المعارك الحربية ويرى أن الناس كلهم أخوة:

الناس كلهم من أم واحدة

ونحن جميعاً أكفاء من الخارج والداخل؛

وأفواهنا تطعم كلها بطعام واحد،

وإذا ما سقطت عظامهم وأصبحت كومة مختلطة

فهل تعرفون يا من تميزون الأحياء بنظرة إليهم

أيهم الدنيء الآن وأيهم الشريف

بعد أن أكل الدود لحومهم وتعرت عظامهم؟

إن المسيحيين واليهود والكفار كلهم يتعبدون

والله يبسط رعايته على جميع الخلق (٣٧).

وظل ولتر ربع قرن في تجواله وفقره، ثم وهبه فردريك الثاني ضيعة ودخلاً ثابتاً (١٢٢١)، فاستطاع أن يقضي السبع السنين الباقية من حياته