للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمال العاصين من المدينة. وضعف شأن الصناعة والفن في سينا من ذلك التاريخ (١). وبلغ الفن في سينا ذروة مجده في القرن الرابع عشر المليء بالاضطراب، فقد قام فيها على الجانب الغربي من الكامبو الفسيح- وهو الميدان الرئيسي في المدينة- القصر العام، البلاتسوببليكو (١٢٨٨ - ١٣٠٩)، يجاوره برج الأجراس Torre de Magnia الذي يعلو إلى ٣٣٤ قدما، والذي هو أجمل برج في إيطاليا حتى اليوم. وفي عام ١٣١٠ انتقل لورندسو ميتاني Lorenzo Maitani أعظم المهندسين المعماريين والمثالين في سينا إلى أرفيتو وخطط الواجهة الفخمة لكنيستها الكبرى، ثم أخذ هو وغيره من الفنانين من أهل سينا ومعهم أندريا بيزانو يعملون في شبه حمى جنونية لتزيين المداخل، والعمد المربوعة، والقواصر، حتى أخرجوا معجزة فنية من الرخام ليخلدوا بها ذكرى معجزه بلسينا Bolsena. وأنشئت لقصر سينا العظيم في عام ١٣٧٧ واجهة مماثلة للواجهة السالفة الذكر على أساس التخطيط الذي تركه جيوفني بيزانو، ولعلهم قد بالغوا في زخرفته. ولمنه مع هذا لا يزال من عجائب الفن في إيطاليا التي لا تحصى عجائبها الفنية.

وكانت طائفة ممتازة من المصورين في سينا قد واصلت العمل من النقطة التي وقف عندها دي بيوننسنيا Duccio di Buoninsegna. ذلك أن سيمون مارتيني قد عهد إليه في عام ١٣١٥ أن يزين بهو المجلس العظيم في البلاتسوبيليكو بصورة تمثل تتويج العذراء (المائستا Maesta) ،


(١) إن ثورة عمال سينا في عام ١٣٧١، وثورة التشيمبي Ciompi في فلورنس عام ١٣٧٨، وثورة وات تيلر Wat Tyler التي قامت معها في نفس الوقت تقريباً في إنجلترا، والثورة التي قامت في فرنسا حوالي ١٣٨٠ توحي كلها بوجود موجة من الثورات اجتاحت أوربا، كما توحي قسط من الاتصال والتأثير المتبادل بين الطبقات العاملة في أوربا الغربية أكبر مما يظن الناس عادة أنه كان موجودا في ذلك الوقت.