للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظات سفنرولا وذوي الرقاب الملتوية Collitorti، والمنافقين Stropiccioni ومن يلوكون الصلوات Masticapternostri، وكان الذين يلقبون بهذه الألقاب يسمون أعداءهم الكلاب الكلبة Arrabiati لشدة عداء هؤلاء لهم.

وافلحت طائفة الأربياتي (الكلاب الكلبة) في انتخاب مرشحها فلبو كوربتسي Filippo Corbizzi حاملاً لشعار الدولة في بداية عام ١٤٩٦، فلما تم له ذلك عقد في قصر فيتشيو مجلساً من الكهنوت؛ واستدعى سفنرولا للمثول أمامه، واتهمه بالتورط في نشاط سياسي لا يليق بالرهبان، وانظم إليه في هذه التهمة عدد من رجال الدين من بينهم راهب دمنيكي من طائفة سفنرولا نفسه. وكان جواب سفنرولا: الآن قد حقت كلمات الله: (لقد حاربني أبناء أمي) … ليس الاهتمام بشئون هذا العالم … جريمة يتهم بها راهب إلا إذا خاض فيها دون أن يكون له غرض أسمى، ولم يكن يسعى لنصرة قضية الدين» (١٦)، وطالبوه بأن يصرح هل كانت عظاته موحى بها من عند الله، ولكنه أبى أن يجيب عن هذا السؤال، وعاد إلى صومعته وهو أشد حزناً مما كان. ولعله كان يستطيع التغلب على أعدائه لو أن الظروف الخارجية كانت في صالحه. لكنها لم تكن؛ ذلك أن الفلورنسيين الذين يمتدحون الحرية كانوا غاضبين أشد الغضب على بيزا لأنهم يطالبون بها؛ وحتى سفنرولا نفسه لم يجرؤ على الدفاع عن المدينة الثائرة. وعوقب قس من قساوسة الكنيسة عقاباً صارماً على يد مجلس للسيادة مؤلف من الباكين لأنه صرح بأن من حق أهل بيزا أيضاً ان يكونوا أحراراً. ووعد سفنرولا بأن يرد بيزا إلى فلورنس، واندفع فادعي أن بيزا في قبضة يده؛ ولكنه كان، كما وصفه مكيفلي ساخراً، نبياً لا جند له. ودعمت بيزا استقلالها بعد أن طرد شارل الثامن من إيطاليا وذلك بتحالفها مع ميلان والبندقية، واسف الفلورنسيين لأن سفنرولا قد ربط نجمهم بنجم شارل الآفل، ولأنهم دون غيرهم