للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حياة المسيح. واستدعى سكستس إلى روما لتصوير هذه المناظر أعظم الفنانين في زمانه: بوجينو، وسنيوريلي، وبنتورتشيو، ودومنيكو، وبندتوغرندايو، وبتيتشلي، وكوزيمو روزلي، وبيرو دي كوزيمو. وعرض سكستس جائزة إضافية لأحسن صورة من الصور الخمس عشرة التي رسمها هؤلاء الفنانون هناك. وكان روزلي يدرك تفوق غيره عليه في التصميم فقرر أن يخاطر بكل شيء في سبيل بهجة التلوين؛ وكان زملاؤه الفنانون يسخرون من إسرافه في اللونين اللازوردي والذهبي، ولكن سكستس منحه الجائزة.

واستدعى البابا المحارب مصورين آخرين إلى روما، ونظمهم في نقابة ترعاهم شفيعها القديس لوقا، وكان سكستس هو الذي قام له ملتسو دا فورلي بخير أعماله. فقد جاء هذا الفنان إلى روما حوالي عام ١٤٧٢ بعد أن درس مع بيرو دلا فرانتشيسكا، وصوّر في كنيسة سانتي أبستولي مظلماً يمثل صعود المسيح أثار حماسة فاساري؛ وقد اختفى هذا المظلم كله ما عدا قطعاً قليلة منه حين جدد بناء الكنيسة في عام ١٧٠٢ وما بعدها. وصورتا الملك وعذراء البشارة المحفوظتان في معرض أفيزي ظريفتان رقيقتان، وأظرف منهما صورة الملكين الموسيقيين Angeli Musicanti أحدهما يعزف على الكمان والثاني على العود ـ الموجودة في الفاتيكان. وخير ىيات ملتسو الفنية على الإطلاق هي المظلم المصور في مكتبة الفاتيكان، والذي نقل بعدئذ على القماش. وقد صُوّر في هذا المظلم القائم أمام عمد المكتبة المزخرفة وسقفها أصدق تصوير وأقواه ستة أشخاص: سكستس راكعاً، ضخماً، فخماً؛ وعن يمينه بيترو رياري المرح؛ ويقف أمامه جوليانو دلا روفيري القاتم اللون الطويل القامة؛ ويركع أمامه بلاتينا صاحب الجبهة العالية يتلقى أمر تعيينه أميناً للمكتبة، ومن خلفه جيوفني دلا روفيري والكونت جيولامو رياريو؛ تلك صورة حية لحبر كانت أيامه مليئة بالأحداث.