للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واتخذت القبعات على أي شكل ومن أي لون، من القطيفة أو الصوف أو الحرير أو الشعر الناعم الرقيق، ووضع الناس قبعاتهم على رؤوسهم دائماً تقريباً، خارج البيت أو البلاط، وحتى في الكنيسة كان الرجال يرفعون قبعاتهم-تمسكاً بالمراسيم-عند الالتقاء بالسيدات. ولكنهم يلبسونها فوراً. واحتفظ الرجال بشعورهم الطويلة قدر ما احتفظت النساء بها، وأرخوا اللحى غزيرة. ووضع الجنسان كلاهما حول الرقبة طوقاً مكشكشاً وياقة من الكتان و"الكمبريكي Cambric" ( قماش من القطن أو الكتان أبيض ناعم) موضوعة على إطار من الورق المقوى والأسلاك، تيبست في ثنيات أو طيات عريضة حادة، "بمادة سائلة سموها النشا (٤٥) " ظهرت في إنجلترا آنذاك لأول مرة. وكانت كترين دي مديتشي أدخلت هذه البدعة إلى فرنسا ١٥٣٣ بوصفها شيئاً للتزين والزخرف، ولكن الزي السائد (موضة العصر) توسع فيها حتى جعل منها آلة تعذيب تصل إلى الأذنين.

وجعلت الملابس من النساء لغزاً لا يمكن النفاذ إلى كنهه إلى حين. ولا بد أن نصف يومهم كان يستغرق في اللبس والخلع. ويتم تجهيز السفينة وتزويدها بكل ما يلزمها بأسرع مما تتزين المرأة (٤٦). حتى الشعر كان يمكن أن يلبس أو يخلع، لأن إليزابث رسمت لهم نموذجاً في لبس اللمة أو الشعر المستعار المصوغ بلون خصلاتها الذهبية أيام شبابها، وكان الشعر المستعار شائعاً لأن النساء الفقيرات-كما قال شكسبير-كن يبعن خصلات شعرهن "بالميزان (٤٧) ". وبدلاً من القبعات آثر معظم النساء قلنسوة بالغة الصغر أو شبكة شفافة تسمح بإبراز فتنة شعرهن. وكانت أدوات التجميل تصبغ الوجوه وتزجج الحواجب، والأقراط تتدلى من الآذان، والمجوهرات تتألق في كل مكان. وكان الطوق المكشكش للنساء، مثل ما هو للرجال، ولكن كان صدر المرأة في بعض الأحيان عارياً إلى حد ما (٤٨). ولما كانت إليزابث ضامرة الصدر مستطيلة البطن، فقد ابتدعت زياً تطول فيه السترة على شكل مثلث إلى رأس دقيق تحت الخصر المشدود. وكانت التنورة تمتد من الأوراك بواسطة الطوق الموسع. وكانت العباءة المصنوعة من قماش هفهاف بشكل محكم، تغطي الأرجل، وابتدعت الملكة الجوارب الحريرية. وكانت التنورات تتدلى