للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثاني عشر

العصر الذهبي للفن الأسباني (١)

١٥٥٦ - ١٦٨٢

[١ - الفن واحد، وألوانه ألف]

ترى كيف تفسر هذه الظاهرة، وهي أن اسبانيا استطاعت في هذه الحقبة- بعد أن انتزعت منها إنجلترا السيادة على البحر وفرنسا السيادة على البر، وبعد أن بدأ أن كل مشروعاتها المادية قد أصابها الفشل والافلاس- أن تبني كاتدرائية سيجوفيا (سقوبية) وتوجه نحت هونانديث زمزنتانيس، وتلهم تصوير الجريكو، وثورباران، وفيلاسكويز، وموريللو؟ الآن الكنيسة الأسبانية ما زالت غنية، والبلاط الأسباني ما زال مسرفا، والذهب الأمريكي ما زال يدخل اشبيلية، والفنانين الأسبان الذين يغذيهم الإيمان والمال ما زالوا يحسون وهج مجد لم ينطفئ كله بعد؟

كان اقل البهاء في العمارة، ففيها اشبعت انتصارات الماضي كل حاجات الاتقياء. وفي أشبيلية أعلنت الكنيسة نصرها على المغاربة بتتويجها مئذنة جامع للمسلمين ببرج مسيحي أكمل بناء الجيرالدا (١٥٦٧)، وبعد سنة توج بارتولومي موريل البناء كله بتمثال "الإيمان" الذي يزن طنا، ومع ذلك ففي توازنه من الخفة ما يتيح له الحركة مع كل هبة ريح ليشرف على ملكه المبجل. وفي بلد الوليد بدأ خوان دي هيريرا، معماري الاسكوريال،


(١) كل الأسبانية الواردة في هذا الفصل معروضة في "البرادو" ما لم ينص على غير هذا.