للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الأرميتاج (لننجراد)، وفي لوحة "الحبر" (الحاخام) (١٦٥٧) في لندن وفي هذه اللوحة الأخيرة صورة الحبر الذي واسى رمبرانت بعد وقوعه في الضائقة المالية وأمده بمعونة مادية.

ونراه في ١٦٤٩ يرسم "هندريكا ستفلز في المخدع" (١٣٨)، وندرك أنه اتخذ خليلة. وكانت وصيفة ساسيكا، وبقيت مع الفنان الأرمل وعنيت به عناية فائقة، وسرعان ما سرت بحرارة جسمها. أنه لم يتزوجها لأنه كره أن يتخلى عن تركة ساسكيا لابنه تيتس الذي كان بعد صبياً في الثامنة من العمر. وعندما رسم هندريكا ١٩٥٥ (١٣٩)، وكانت جميلة بدرجة مقبولة ذات عينين تلازمهما لهفة مكتئبة، وربما كانت هي التي جلست أمامه مرتين لتجربة أو دراسة فن رسم العاريات: في ١٦٥٤ "باشيبا في الحمام" (١٤٠) و"امرأة تخوض" (١٤١) وكلتاهما آية في العظمة من حيث الألوان والاتساع. وفي يولية من هذا العام دعيت للمثول أمام شيوخ الكنيسة، حيث أنبت تأنيباً قاسياً على اقترافها الزنى، وحرمت من تناول القربان المقدس. وفي أكتوبر وضعت له طفلاً اعترف رمبرانت ببنوته، ودبر أمر تعميده بسلام، وعرف كيف يحب خليلته حباً عميقاً كما احب زوجته، وإلا كيف كان يتسنى له أن يملأ وجهها بكل هذه الرقة حين صورها ١٦٥٨ في رداء أحمر يلتئم مع شعرها (١٤٢). وكانت زوجة أب فاضلة لتيتس الذي أخذ يترعرع صبياً فاتناً. ويمكن أن تراه في متحف متربوليتان للفن، وهو في الرابعة عشرة، جميلاً كالبنت، ذا عينين تتمثل فيها حيرة الشباب، تربكه الحياة، يجد شيئاً من الطمأنينة والأمان في حب أبيه، وتراه مرة أخرى في مجموعة ولاس، وقد سلخ عاماً آخر من العمر. وقد نتصور كل التصور كيف أنه كان عزاء وسلوى لأبيه رامبرنت الذي أنصب على رأسه الكوارث المالية في هذه السنة.

وبذل الفنان جهداً جباراً ليقتصد في الإنفاق ويصل إلى الموازنة بين موارده ونفقاته. وثمة لوحات دينية عظيمة يرجع تاريخها إلى هذه الحقيقة-حقبة