للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعواهم الباطلة ووجود الأشغال والأعمال على ما هي عليه لم يتغير منها شيء خوفاً من حصول ما يرجف به أضداد المصريين. أفمن يكون من ِشأنهم أنهم نزلوا من سراي أميرهم إلى أصحابهم الأوروبيين مجلسين ومتذاكرين ولزموا أشغالهم وأعمالهم كأن لم يكن شيء يقال أنهم هددوا الأمن العام بهذا السكون سبحانك هذا بهتان عظيم ومن الغريب أننا نسمع عن أوروبا أن النهليست تظاهروا بكذا وفتكوا بالملك فلان والسوسياليست فعلوا كذا والكمون أجروا كذا وحزب كذا تظاهر بكذا والغزالون توقفوا عن العمل وفعلة الفحم أبوا إلا زيادة الأجرة وقوضت دائرة كذا بالديناميت وتظاهر الأرلنديون بالسلاح ضد البوليس ويخشى على الجمهورية من حزب كذا ثم من العجيب أنه لا يعد سعي الأحزاب في قلب

الدول ولا قتل القيصر المحترم ولا هدم الأماكن بالديناميت تهديداً للأمن العام وتعد زيارة الأمة لأميرها تشويشاً للأفكار وسلباً للأمن العام وموجباً لزيادة الحامية. أصرنا أقل درجة من الزولوس والأوغنديين حتى نهدد بدعوى التهديد ولا نعرف ما نحن عليه ولا نفرق بين الأمن والخوف أن هذا لهو البلاء العظيم والذي ينبغي أن يعرفه أضداد المصريين ليقفوا على سبب فرحهم بحالة أميرهم المعظم هو أن المصريين كانوا يعدون زيادة سلطة الأجنبي وتوسعه في اختصاصاته الإدارية واستبداده بمال المصري وأحكامه أمراً حاصلاً برضا أميرهم المرحوم توفيق باشا وقد تعودوا على الانقياد والخضوع لأميرهم القائم بأمرهم فلهذا لم تسمع منهم كلمة معارضة لأي أجنبي استبد عليهم في مدته فلما رأوا حضرة الخديوي الحالي سعى في أمر هو له بمقتضى فرمان وراثته وفرمان ولايته وقوبل

<<  <   >  >>