للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمرنت البنت على قراءتها ترقت لقراءة الكتابة الصحيحة فإن الغالب أن قراءة النساء ضعيفة فإذا أكثرن القراءة في شيء مألوف لهن انبعثت فيهم محبة المطالعة والاشتغال بكتب العلم والآداب. وهذا الذي حملني على إجابة طلبهن في نشر جريدة أسبوعية تسمى (المربي) ١٦ صحيفة قيمة اشتراكها في الديار المصرية خمسون قرشاً وفي خارجها خمسة وخمسون وسنشرك معنا بعض أفاضل الأطباء لتحرير ما يختص بالأمراض والحوامل ونحن نسبكه في قالب لغتهن ليفهم بسهولة وقد سمع بهذا المشروع جملة من الأفاضل فاشتركوا في الحال وأخذوا يحثون أمثالهم على الاشتراك فإذا اجتمع لنا عدد يقوم بنفقة الجريدة أصدرناها باحثة في هذه المواضيع المقترحة. وأنا نشكر السيدات اللاتي اقترحن هذا الاقتراح البديع كما نثني عليهن في

اختيار هذا الضعيف لهذه الخدمة وقد عللن ذلك بقولهن ((أنه لا يقدر على تحرير جريدة بلساننا ولسان الأطفال إلا مثلك فلذلك رجوناك هذا الرجاء)) وإني كذلك أرجوهن أن يبعثن لي أفكارهن في المواضيع التي تطرأُ عليهن وما يقع لبعضن من نادرة أدبية أو واقعة مفيدة مما يصدر وهن خلف الحجاب نشراً لفضائل سيدات العصر كما نشر المتقدمون فضائل من عاصروهن ولهن أن لا نصرح باسم واحدة منهم إلا من شاءت ذلك. فمن أرادت الاشتراك فلتخاطبنا بواسطة بعلها أو ابنها أو محرم لها وكذلك من أراد الاشتراك لتهذيب بناته وأبنائه فليكتب لنا عن اسمه ولقبه ومحل إقامته وحيث كان القصد جعل لغتهن العادية وسيلة لقراءة الكتب الصحيحة كان ذلك تعميماً للكتابة الصحيحة في المستقبل وتكثيراً لقرائها وبهذا يسقط اعتراضنا عليهن وإنما الأعمال بالنيات والله تعالى يوفقنا لما فيه رضاه ونفع الأمة ذكراناً وإناثاً.

<<  <   >  >>