للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأنتم ترون هذا الزجر الغليظ، والوعيد الفضيع، حتى قال- عليه الصلاة والسلام-: "والله إمّا أن تأمروا بالمعروف وتردّوا الظالم إلى الحق، وإمّا أنْ يضرب الله بقلوب بعضكم على بعض، ويلعنكم كما لعنهم" فقوله في الحديث الكريم: "أو ليضربنّ الله ... إلخ" قسيم قوله: "لتأمرنّ ... إلخ".

قال في "الكشاف": قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا} ٢ أي: لم يكن ذلك اللعن الشنيع الذي كان سبب المسخ، إلاّ لأجل المعصية والاعتداء لا لشيءآخر، ثم فسّر المعصية [٦/أ] والاعتداء بقوله: {كَانُوا لَا يَتَنَاةوْنَ (عَنْ مُنْكَرٍ) ٣} ٤ - أي- لا ينهى بعضهم بعضاً، ثم قال: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} ٥ للتعجب من سوء فعلهم، مؤكداً لذلك بالقسم) ٦.

قال: (فيا حسرة على المسلمين في إعراضهم عن باب التناهي عن المنكر، وقلّة عبئهم ٧ به، كأنه (ليس) ٨ من ملّة الإسلام، مع ما يتلون من كتاب الله، وما فيه


= فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأي منه أن يكون خليطه وأكيله، فلما رأي الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ولعنهم على لسان داود وعيسى، قال ابن مسعود: وكان رسول الله متكأ فجلس، وقال: "لا والله حتى تأخذوا على يد الظالم فتأطروه على الحق اطراً".
١ - "الكشاف عن حقائق التنزيل": لأبي القاسم: محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري: الإمام، العالم، المفسر، اللغوي، الأديب، معتزلي المذهب، مات (سنة ٥٣٨هـ). (ابن خلكان- وفيات الأعيان: ٢/ ٨١، حاجي خليفة- كشف الظون: ٢/ ١٤٧٥ - ١٤٨٤).
٢ - سورة المائد و / آية: ٧٨، وتمامها: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.
٣ - ساقط من "الأصل"، ومن "ج"، والإضافة من "ب".
٤ - سورة المائدة / آية: ٧٩.
٥ - الشطر الثاني من الآية السابقة.
٦ - أنظر: الزمخشري- الكشاف: ١/ ٦٦٧.
٧ - أي: قلّة مبالاتهم به، ويقال: (ما عبأ به: لم يعدّه شيئاً، ولم يباله). (الرازي- مختار الصحاح: ٣٢٣، المعجم الوسيط: ٢/ ٥٨٥).
٨ - ساقط من "الأصل"، والإضافة من "ب" و"ج"، و"د".

<<  <   >  >>