للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخذ عن العلامة علي التُّسولي وطبقته، قال المراكشي: "رأيته ينقل عنه في فتاويه ويحليه بشيخنا".

كان حامل راية الاجتهاد بمراكش في دولة المولى عبد الرحمن وولده محمد. قرأ بفاس في فاقة شديدة أيام قضاء أخيه السيد سعيد بالقصر الكبير. توفي في ذي القعدة عام ١٢٩٥هـ ١.

٣ - أبو الحسن الحاج علي بن أحمد بن عبد الصادق الرجراجي، القاضي، العلاّمة المحدث، المسنِد، المدرّس، المجوّد، المشارك، شبّ على الأخلاق الفاضلة، حفظ كتاب الله في صغر سنّه، وتلقّى مبادىء العلم بالصويرة عن علماء بلده، ثم رحل إلى فاس، فأخذ عن مشائخها أمثال: "أبي الحسن التّسولي، والعربي الزرهوني ٢، وعبد القادر الكوهن، ومحمد بن أحمد السنوسي" ٣، ثم رجع إلى وطنه فتصدّر به للتدريس أيام خلافة المولى محمد بن عبد الرحمن، وفي (سنة ١٢٦٥هـ) تولّى إمامة وخطابة جامع سيدى يوسف، كما تولّى قضاء الشياظمة مرتين، إحداهما في (سنة ١٢٦٦هـ) والأخرى (سنة ١٢٨٢هـ)، ثم تولّى قضاء الصويرة سنة (١٢٨٥هـ)، فحمدت سيرته، فكان- رحمه الله- ممّن علم وعمل وحافظ على العبادة من تلاوة وقراءة، فاشتهر بعدالته وعفّته ونزاهته، ومن عدله: أنه كان يخرج إلى قبيلة الشياظمة مرة في كل سنة ويقول: "لا أقصد بهذا الخروج إلاّ زيارة السادات والرجراجين، وقضاء حاجة من لا يستطيع الوصول إلينا". ويأمر


١ - نفس المصدر السابق: ٧/ ١٧ - ١٩.
٢ - العربي بن محمد الهاشمي العزوزي الزرهوني الفقيه النوازلي، له "نوازل" في مجلّدين، مات - رحمه الله- (سنة ١٢٦٠هـ). أنظر: بن عبد الله- معلمة الفقه المالكي: ١٩.
٣ - أبو عبد الله محمد بن أحمد السنوسي، الإمام، العالم، الفاضل، العامل، تولّى الإمامة والخطابة والتدريس بالضريح الإدريسي فحمدت سيرته، مات- رحمه الله- سادس عشر ربيع الأول (سنة ١٢٥٧هـ). أنظر: جعفر الكتاني- الشرب المحتضر: ١٨، محمد الكتاني- سلوة الأنفاس: ٣/ ٣٦٩.

<<  <   >  >>