للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا أول الصادح والباغم

العيش بالرزق وبالتقدير ... وليس بالرأي ولا التدبير

في الناس من تسعده الأقدار ... وفعله جميعه إدبار

ومن هنا تأليف الشيخ ابن حجة رحمه الله تعالى

من عرف الله أزال التهمة ... وقال كل فعله للحكمة

من أنكر القضاء فهو مشرك ... عن القضاء بالعباد أملك

ونحن لا نشرك بالله ولا ... نقنط من رحمته إذ نبتلى

عار علينا وقبيح ذكر ... أن نجعل الكفر مكان الشكر

وليس في العالم ظلم جاري ... إذ كان ما يجري بأمر الباري

وأسعد العالم عند الله ... من ساعد الناس بفضل الجاه

ومن أغاث البائس الملهوفا ... أغاثه الله إذا أخيفا

إن العظيم يدفع العظيما ... كما الجسيم يحمل الجسيما

وإن من خلائق الكرام ... رحمة ذي البلاء والأسقام

وإن من شرائط العلو ... العطف في البؤس على العدوّ

قد قضت العقول أن الشفقة ... على الصديق والعدوّ صدقة

وقد علمت واللبيب يعلم ... بالطبع لا يرحم من لا يرحم

والمرء لا يدري متى يمتحن ... فإنه في دهره مرتهن

وإن نجا اليوم فما ينجو غداً ... لا يأمن الآفات إلا بالردى

لا تغترر بالخفض والسلامة ... فإنما الحياة كالمدامة

والعمر مثل الكاس والدهر القذر ... والصفو لابد له من الكدر

قال الشيخ ابن حجة رحمه الله تعالى انظر أيها المتأمل كيف اتبعت قوله فإنما الحياة المدامة بقوله والعمر مثل الكاس وإذا نظرت إلى آخر البيت الثاني رأيت الاتفاق العجيب:

وكل انسان فلا بد له ... من صاحب يحمل ما اثقله

جهد البلاء صحبة الأضداد ... فإنها كيّ على الفؤاد

أعظم ما يلقى الفتى من جهد ... أن يبتلى في جنسه بالضد

<<  <   >  >>