للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك من أشراط الساعة، ونرجو أن لا يكون ذلك صحيحًا.

ومن أقبح الجراءة وصفه للأحاديث الثابتة في المهدي بأنها مختلقة ومكذوبة ومصنوعة وموضوعة ومزورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست من كلامه، وأنها أحاديث خرافة، وأنها نظرية خرافية، وأنها بمثابة حديث ألف ليلة وليلة، ومن ذلك ز عمه في صفحة (٨٥) أن التصديق بخروج المهدي من الركون إلى الخيال والمحالات والاستسلام للأوهام والخرافات، ومن ذلك تحكمه على الله -تعالى- وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال في صفحة (٣٦) من رسالته في المهدي أن الله -سبحانه- في كتابه، وعلى لسان نبيه، لا يوجب الإيمان برجل مجهول في عالم الغيب، وهو من بني آدم ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل، ولا يأتي بدين جديد من ربه مما يجب الإيمان به، ثم يترك الناس يتقاتلون على التصديق والتكذيب به، وزعم في صفحة (٦) وصفحة (٥٨) أن ذلك من المحال، ومن ذلك سخريته واستهزاؤه بالأحاديث الثابتة في المهدي كما في صفحة (٤٦) من رسالته.

وكذلك قد صار ذا جراءة على تغيير بعض الأحكام؛ فمن ذلك إقدامه على الإفتاء بتقديم الرمي في أيام التشريق على الوقت الذي فعله فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال للناس: «خذوا عني مناسككم»، ومن ذلك زيادته على المواقيت التي وقتها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للإحرام؛ فقد زاد فيها ميقاتًا لم يشرعه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو التوقيت من جدة لركاب الطائرات، ثم أضاف إلى هذا التشريع المبتدع قولا وخيمًا جدًا، وهو قوله: "ولو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيًا، ويرى كثرة النازلين من أجواء الماء إلى ساحة جدة يؤمون هذا البيت للحج والعمرة، لبادر إلى تعيين ميقات لهم من جدة نفسها" هكذا قال هدانا الله وإياه.

ولا يخفى ما يلزم على هذا القول الباطل من القول على الله -تعالى- وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بغير علم، وما يلزم على ذلك أيضًا من رمي الدين بالنقص، ومخالفة ما أخبر الله به في قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وقوله: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}، وقوله: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}، وقوله -تعالى- إخبارًا عن موسى -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - كل ما يحتاج الناس إليه من أمور الدين، فمن زاد على بيان النبي - صلى الله عليه وسلم - فلازم قوله أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قصر في البيان لأمته، فالواجب على ابن محمود أن يبادر إلى التوبة النصوح والرجوع عن هذا القول السيئ وعن غيره من مجازفاته وشطحاته، ومن ذلك قوله بسقوط واجبات الحج عمن لا ...........................

<<  <   >  >>