للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، نحمد ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على المعاندين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فقد رأيت رسالة للشيخ عبد الله بن زيد بن محمود رئيس المحاكم القطرية أنكر فيها خروج المهدي في آخر الزمان، وزعم أن القول بخروجه نظرية خرافية (١)، وأن الأحاديث الواردة فيه كلها مختلقة ومكذوبة ومصنوعة وموضوعة ومزورة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست من كلامه (٢)، وأنها بمثابة حديث ألف ليلة وليلة (٣)، وأنه لا مهدي بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد سمي رسالته بما نصه "لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر"، وقد جانب في رسالته الصواب، وخالف ما عليه المحققون من أكابر العلماء.

كما أنه قد تهجم على المحدثين والفقهاء المتقدمين، ورماهم بالتقليد ونقل الحديث والقول على علاته (٤)، ورمى الإمام أحمد بقلة الأمانة وعدم الثقة، حيث زعم أنه كان يستعير الملازم من طبقات ابن سعد وينقل منها، ورمى الشافعي بالقصور والتقليد (٥)، وزعم أن قول شيخ الإسلام ابن تيمية بصحة خروج المهدي أنه اعتقاد سيء، وزلة عالم وخطأ وتقصير.

وزعم أنه قد توسع في العلوم والفنون، ومعرفة أحاديث المهدي وعللها، وتعارضها واختلافها، بما فات على العالم النحرير (٦) يعني بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، إلى غير ذلك من


(١) انظر رسالة ابن محمود (١٦، ٢٤، ٢٧، ٣٨، ٥٨، ٦٢، ٨٥).
(٢) انظر (٤، ٧، ١٢، ١٦، ١٩، ٢٥، ٢٧، ٢٩، ٣٦، ٣٧، ٥٦، ٥٨) من رسالة ابن محمود.
(٣) انظر (٣١) من رسالة ابن محمود.
(٤) انظر (٨) من رسالة ابن محمود.
(٥) انظر (٨) من رسالة ابن محمود.
(٦) انظر (١٢، ١٣) من رسالة ابن محمود.

<<  <   >  >>