للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

مولدها ونشأتها

وُلِدَتْ أُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها بمكة، بعد البعثة بأربع سنين أو خمس (١) تقريبًا (٢)، فخرجت إلى الدنيا فوجدت نفسها بين أبوين كريمين مؤمنين، في بيت يدين بدين الإسلام، بل وجدت نفسها ابنة خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالدها أبو بكر الصديق رضي الله عنه أوَّل من أسلم من الرجال، وبإسلامه أسلمت زوجته أم رومان وابنتاه أسماء وعَائِشَة رضي الله عنهن، وبذلك تعد عَائِشَة رضي الله عنها من أوائل المسلمات.

وكان أبواها - مع إسلامهما المتين - لهما علاقات حميمة، وصِلات وثيقة برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما حكت ذلك بنفسها رضي الله عنها، فعن عروة بن الزبير أن عَائِشَة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: «لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً» (٣).

"وكانت لأسرة أبي بكر الصديق مكانة كبيرة قبل الإسلام، فهي من أكرم الأسر العربية وأعرقها، وبعد الإسلام تعد أسرة أبي بكر الصديق من السابقين إليه،


(١) ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة ٨/ ١٦.
(٢) رجَّح سليمان الندوي أن ولادتها في السنة التاسعة قبل الهجرة، فقال: "أصح تاريخ لولادتها هو شهر شوال قبل الهجرة، الموافق يوليو (تموز) عام ٦١٤م، وهو نهاية السنة الخامسة من البعثة".
ينظر: سيرة السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين ك ص (٤٠).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المساجد، باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس، ١/ ١٠٢، رقم (٤٧٦).

<<  <   >  >>