للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضاً ما روت عَائِشَة بنت طلحة (١)، عن أُمّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها، أنها قالت: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلاَّ (٢) وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (٣).

وهنا وصفتْ أُمُّ المؤمنين عَائِشَة رضي الله عنها فاطمة بصفات حميدة تبين قدرها ومنزلتها حيث أنها تشبه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم هيئةً وطريقةً وسمتًا وخلقًا.

ووصفتها أيضًا بصدق اللهجة، فعن عبد الله بن الزبير، عن عَائِشَة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالت: «مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً


(١) هي: عائشة بنت طلحة بن عُبَيد الله القرشية التَّيْمِيّة، أم عِمْران المدنية، أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، وكانت أديبة، عالمة بأخبار العرب، فصيحة، وكانت أجمل نساء زمانها وأرأسهن، مات بعد سنة (١٠٠هـ).
ينظر في ترجمتها: الطبقات الكبرى ٨/ ٣٤١، وتهذيب الكمال ٣٥/ ٢٣٧، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٣٦٩.
(٢) الدَّلُّ: الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار في الهيئة والمنظر والشمائل وغير ذلك. ينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ٤٨، والصحاح ٤/ ١٦٩٩، ولسان العرب ١١/ ٢٤٨، والمعجم الوسيط ١/ ٢٩٤.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب ما جاء في القيام ٤/ ٣٥٥، رقم (٥٢١٧)، والترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة ك ٥/ ٧٠٠، رقم (٣٨٧٢)، والبخاري في الأدب المفرد ص (٥١٩)، رقم (٩٤٧)، والنسائي في السنن الكبرى، كتاب المناقب، مناقب فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم ك ٧/ ٣٩٣، رقم (٨٣١١)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥/ ٣٥٨، رقم (٢٩٤٧)، وابن حبان في صحيحه ١٥/ ٤٠٣، رقم (٦٩٥٣)، والحاكم في المستدرك ٣/ ١٦٧، رقم (٤٧٣٢)، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ١٦٢، رقم (١٣٥٧٨)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عَائِشَة"، وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وقال الذهبي: "بل صحيح"، والحديث صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص (٣٥٥).

<<  <   >  >>