للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوحده"، فهذه كانت معاملته - صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه الكافرين، فكيف تكون معاملته مع أحبابه المؤمنين الذين هم بمترلة أولاده إذا أخطئوا بمحاربة علي، لا شك أن هؤلاء هم أولى بالعفو بكثير. ولا يخطر ببال عاقل منصف خلاف ذلك. والله أعلم.

[فصل (في أن معاوية وسائر الصحابة الخارجين على علي كانوا مجتهدين)]

اعلم أن معاوية في مذهبنا معاشر أهل السنة كسائر الصحابة الذين خرجوا على علي رضي الله عنه وعنهم كانوا مجتهدين فيما فعلوه من ذلك، ولكن عليا كان هو المصيب وكان الخارجون عليه مخطئين. والمجتهد مأجور لا مأزور، المصيب له عشر حسنات والمخطئ له حسنة واحدة بنيته، ونياتهم كانت صحيحة لقصدهم القصاص من قتلة عثمان، وقد ظهر لهم أن في ذلك موافقة الشرع الشريف والمصلحة للأمة لئلا يتجرأ الفجار على الأئمة الأخيار، وهكذا كانت نياتهم وهو ما أداهم إليه اجتهادهم المخطئ، ولذلك لم يخل خروجهم عليه في عدالتهم وتقواهم، فلم يتطرق بذلك خلل في أخذ الدين عنهم، رضي الله عنهم. ولنفرض أن بعضهم كمعاوية كما يقول الشيعة وبعض الجهلة الفساق من غيرهم

<<  <   >  >>