للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عبقرياتهم في آداب السؤال واستنجاح الحوائج]

ولهم في السؤال وآدابه واستنجاح الحوائج ودستوره، مَحاسنُ رأينا أن نُلِمَّ بها، إتماماً لهذا الباب، فمن ذلك حثُّهم على سُؤال الشبان دونَ الشيوخ، والصِّباح دون القِباح، والكريمِ

الفقير دون الغنيِّ اللئيم. وهذا لَعْمري من حِذق الأوائل وتفطنهم إلى طبائع النفوس. . .

قال حكيم: طلبُ الحوائج عند الشبان أسهلُ منها عند الشّيوخ، ألا ترى أن يعقوبَ عليه السلام لمّا سأله بَنوه أن يستغفرَ لهم قال: سوف أستغفر لكم ربّي، وقال يوسف عليه السلام: لا تثريبَ عليكم اليوم. . . وفي الأثر: اطلبوا الحوائجَ إلى حِسان الوجوه. . . وسُئل ابنُ عائشة عن هذا الحديث فقال: معناه: اطلبوها من الوجوهِ التي يَحسُن بالمرء أن يطلبها منها. . .

وقال البحتري:

مَنْ حَسّنَ اللهُ وَجْهَهُ وسَجَا ... يَاهُ وأَعْطاهُ كُلِّفَ الكُلَفَا

وقال السريّ الرفّاء:

صَرَفْتُ عن الكثيرِ الوفْرِ طَرْفي ... وها أنا للقليلِ الوفْرِ راجِ

وكم من نُطْفَةٍ عَذُبَتْ وكانَتْ ... أَحَبَّ إليَّ مِنْ بحرٍ أُجَاجِ

وقالت امرأةٌ من ولد حسان بن ثابت: