للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غباوة، ويقال: فلان أحمق مائق: والعرب تقول: أنت تئق وأنا مئق، أي أنت ممتلئٌ غضباً وأنا سيّئ الخلق، فلا نتفق وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: لو كان بيني وبين الناس شعرةٌ ما انقطعت، لأنّهم إذا جذبوها أرسلتها، وإذا أرسلوها جذبتُها، وهكذا كان معاوية نبيّ الحِلم والأناة والكياسة والرياسة والسياسة.

من حسن خَلْقه وخُلُقه ومن اختلف خَلقه وخُلقه

قال ابن الرومي:

كلُّ الخِلالِ التي فيكم محاسِنُكم ... تشابَهَتْ فيكم الأخلاقُ والخِلَقُ

كأنّكم شجرُ الأُتْرُجِّ طاب معاً ... حَمْلاً ونَوْراً وطاب العودُ والورَقُ

الأترُجّ والتُّرُنج: ثمر من فصيلة الليمون ويسميه أهل الشام الكبّاد، والحمل بفتح الحاء - والكسر لغة - ثمر الشجرة؛ ومن دقائق هذه اللغة الكريمة أنّها تفرق بين الحِمْل الذي يحمل على ظهر أو رأس، وبين الحَمل الذي يحمل في البطن من الأولاد في جميع الحيوانات، فالأول يكسرون حاءه، والآخر يفتحون حاءه، قائلين: ما كان لازماً للشيء فهو حَمل وما كان بائناً فهو حِمل وأما حَِمل الشجرة فلما كان شبيهاً بحمل المرأة لاتصاله فتحوا حاءَه ولما كان يشبه حِمل الشيء على الرأس لبروزه من جهة ولأنه ليس مستبطناً كحَمل المرأة من جهة أخرى كسروا حاءه، والنَّور بفتح النون: الزهر وفي الأثر: ما أحسنَ اللهُ خَلقَ أحدٍ وخُلُقَه فأطعمه النارَ. . . ووصف بعضهم رجلاً فقال: يَقْري العينَ جمالاً والأذُنَ بياناً. . .

وقال قتادة: ما بعث الله نبياً إلا حَسَن