للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخو الحَضْرِ إذْ بَناهُ وإذْ دِجْ ... لَةُ تُجْبى إليه والخابورُ

شادَهُ مَرْمَراً وجَلّله كِلْ ... ساً فلِلطَّيْرِ في ذُرَاهُ وُكورُ

لمْ يَهبْهُ رَيْبُ المَنونِ فبادَ الْ ... مُلكُ عَنه فبابُه مَهْجورُ

وتَذَكَّرْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إذْ أَصْ ... بَحَ يَوْماً ولِلْهُدَى تفْكِيرُ

سَرّهُ حَالُهُ وكَثْرةُ ما يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّديرُ

فارْعَوَى قلبُه فقال: وما غِبْ ... طَةُ حَيٍّ إلى المماتِ يَصيرُ

ثُمَّ بعدَ الفَلاحِ والمُلكِ وَالنِّعْ ... مَةِ وَارَتْهُمُ هُناكَ القُبورُ

ثُمَّ صاروا كأنّهم وَرَقٌ جَفَّ ... فَألْوَتْ بهِ الصَّبَا والدَّبورُ

وممّا كان يصحُّ أن يذكرَ في هذا الباب مرثية الوزير الشاعر الأندلسي عبد المجيد بن عبدون التي يرثي بها بني الأفطس - من ملوك الطوائف بالأندلس - وذكر فيها عدّة من مشاهير الملوك والخلفاء والأكابر ممّن أبادهم الدهرُ بحوادثه ونكباته، ووثب عليهم الزمن فما وجدوا جُنَّةً تقيهم من وثباته، ودبَّت عليهم الأيامُ بصروفها، وسقتهم