للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِمَنْ يكره الموتَ لإساءتِه ولا يكره الإساءةَ في حياتِه!. . . وقال رجل لأبي الدّرداء: ما بالُنا نكره الموتَ! قال: لأنّكم أخْرَبْتم آخرتَكم وعَمَرْتم دُنياكم فكرِهْتُم أن تُنقلوا من العُمرانِ إلى الخرابِ. . . وقال أبو حازم: كلُّ عملٍ تكره الموتَ لأجلِه فدَعْه كيلا تخافَ منه متى أتاك. . .

[من أمر ذويه بالبكاء عليه]

رُوي عن سيِّدنا رسول الله: (إنَّ الميِّتَ ليُعَذَّب ببُكاءِ أهلِه عليه). . . قال العلماء: أراد صلواتُ الله عليه إذا وَصَّى الميتُ بذلك وأمرَ به على نحو ما كان يفعلُ أهلُ الجاهلية، كقولِ طرفةَ بن العبد:

إذا مِتُّ فانْعَيْني بما أنا أهْلُه ... وشُقِّي عليَّ الجَيْبَ يا ابْنَةَ مَعْبَدِ

وقول الفرزدق:

إذا مِتُّ فانْعَيْني بِما أنا أهلُه ... فَكلُّ جَميلٍ قُلْتِ فيَّ مُصَدَّقُ

وقول ابن المعتز:

إذا مِتُّ فانْعَيْني بما أنا أهلُه ... ولا تَذْخَرِي دَمْعاً إذا قامَ نائِحُ

وَقُولِي: تَوَى طَودُ المَكارِمِ والعُلَى ... وعُطِّلَ ميزانٌ مِن الحِلْمِ راجِحُ

توى: هلَك، وتُقرأ: ثوى والطّود: الجبل العظيم، والحِلم: الأناةُ والعقل وقال بعض العلماء: الأَوْلى: أنْ يقالَ في تأويل الحديث: سماعُ صوتِ البكاء هو نفسُ العَذاب، كما أنّا نُعذَّب ببكاء الأطفالِ، فالحَديث على ظاهره.