للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا فُضِّلَ قولُ زهير بن أبي سُلمى:

سَئِمْتُ تَكاليفَ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثمانينَ حَوْلاً لا أبَا لكَ يَسْأَمِ

على قول لبيد:

ولَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَياةِ وطولِها ... وسُؤالِ هذا النّاسِ: كيفَ لَبيدُ

تكاليف الحياة: مشاقُّها وشدائِدُها، أمّا لبيدُ فإنه يكادُ يكون مَعذوراً إذا هو ملَّ الحياةَ نفسَها ولِمَ لا وقد عُمِّر حتّى بلغَ الثلاثين ومائةَ سنة؟ وقال المتنبّي:

ولَذيذُ الحَياةِ أنْفَسُ في النَّفْ ... سِ وَأَشْهَى مِنْ أنْ يُمَلَّ وأحْلَى

وإذا الشَّيْخُ قالَ أُفٍّ فما مَ ... لَّ حَياةً وإنّما الضُّعْفَ مَلاَّ

آلَةُ العَيْشِ صِحّةٌ وشَبابٌ ... فإذا وَلَّيا عَنِ المَرْءِ وَلَّى

وقد تقدّمت ودخل سليمان بنُ عبد الملك مسجدَ دمشقَ، فرأى شيخاً، فقال: يا شيخُ، أيسرُّك أن تموتَ؟ فقال: لا واللهِ، قال: ولِمَ وقد بَلَغْتَ من السِّنِّ ما أرى! قال: مَضى الشبابُ وشرُّه، وبَقِيَ الشّيْبُ وخيرُه، فأنا إذا قعَدْتُ ذكرْتُ اللهَ، وإذا قُمْتُ حَمِدْتُ اللهَ، فأحِبُّ أنْ تدومَ لي هاتان الحالتان. . .

تسلّي الناس عمّن مات

قالوا: إذا أردْتَ أن تنظرَ الناسَ مِنْ بعدِك فانْظُرْ إليهم بعدَ مَنْ ماتَ قبلك. . . وقال أبو العتاهية:

سَيُعْرَضُ عن ذِكْري وتُنْسَى مَودَّتي ... ويَحْدُثُ بَعْدِي للخَليلِ خَليلُ

وقال منصور الفقيه: