للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يقول:

ولا يَغْرُرْكَ مَنْ تُوصِي إليه ... فقَصْرُ وصِيَّةِ المَرْءِ الضَّياعُ

قَصْرُه وقُصاراه أنْ يفعلَ كذا: أي آخِرُ أمْرِه وغايةُ جُهْده هو أنْ يفعلَ كذا. . . وقال مالك بن ضَيْغَمٍ: لما احتُضِرَ أبي قُلْنا له: ألا تُوصي؟ قال: بَلى، أوْصيكُم بما أوْصى به إبراهيمُ بَنيهِ ويعقوبُ: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، وأوصيكم بِصِلَةِ الرَّحم وحسنِ الجِوار وفعلِ ما استطعْتُمْ من المعروف، وادْفِنوني مع المَساكين. .

وقيل لهَرِم بنِ حِبّان: أوْصِ، فقال: قد صَدَقَتْني نفسي في الحياةِ، ما لي شيءٌ أوصي فيه، ولكن أوصيكم بخَواتيمِ سورةِ النَّحْل. . .

إنكارهم وصيّة الميّت بما ليس له

عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: (جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَعودُني وأنا

بمكةَ، وهو يكرَهُ أن يموتَ بالأرضِ التي هاجرَ منها، قال: يرحم اللهُ ابنَ عَفْراء، قلتُ: يا رسولَ الله: أُوصي بمالي كلِّه؟ قال: لا، قلتُ: فالشَّطْرُ؟ قال: لا، قلتُ: الثلثُ؟ قال: فالثُّلثُ، والثُّلثُ كثير، إنّك أنْ تَدَعَ وَرَثَتَك أغنياءَ خيرٌ من أنْ تدعَهم عالةً يتكفَّفون في أيديهم، وإنّك مَهْما أنْفَقْتَ مِنْ نَفقةٍ فإنّها صَدقةٌ، حتّى اللقمةَ تَرْفَعُها إلى فيِّ امْرأتِك، وعسى اللهُ أنْ يَرْفعَك فيَنْتَفِعَ بك ناسٌ ويُضَرَّ بِكَ آخرون،