للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَدَعْهُ ولا تَنْفَسْ عليهِ الّذي ارْتأى ... وإنْ جَرَّ أسْبابَ الحياةِ لهُ الدَّهْرُ

الصهباء: الخمر، سميت بذلك للونها - والصُّهبة من الألوان: الشقرة - قيل: الصهباء هي الخمر التي عصرت من عِنبٍ أبيضَ، وقيل: هي التي تكون من العنب ومن غيره إذا ضَربت إلى البياض، وقال أبو حنيفة الدَّيْنوري: الصهباء اسم للخمر كالعلم. وجرجانية: نسبة إلى جُرجان، وكانت مشهورة بنوع من الخمر والحنيف: المُسلم، ونغرت القدر: غلت، والمهينم: الذي يقرأ بصوت خفي غير بيّن لا يُفهم، والطُّروق: الحضور ليلاً، والحبر واحد الأحبار: رئيس من رؤساء الدين المسيحي، ورئيس الكهنة عند اليهود، وقوله: وقد غابت الشعرى. . . . . قال البكري شارح الأمالي: هذه الرواية أما الرواية: وقد غابت الشعرى وقد جنح النسر، فهي خطأ، قال: لأن الشعرى العَبور إذا كانت في أفق المغرب كان النسر الواقع طالعاً من أفق المشرق على نحو سبع درجات، وكان النسر الطائر لم يطلع، وإذا كانت الشعرى الغُميضاء في أفق المغرب كان النسر الواقع حينئذ غير مُكبِّد - كبد النجم السماء: تَوسّطها - فكيف أن يكون جانحاً؟ وكان النسر الطائر حينئذ في أفق المشرق طالعاً على نحو سبع درجات أيضاً قال الشاعر:

وإنّي وعبدَ الله بَعْدَ اجْتِماعِنا ... لَكالنَّسْرِ والشِّعْرى بِشَرْقٍ ومَغْربِ

يلوحُ - إذا غابت من الشَّرقِ - شَخْصُه ... وإنْ تَلُحِ الشِّعْرى لهُ يَتَغَيَّبُ

وقال أبو نواس:

وخَمَّارةٍ نبَّهتُها بعد هَجْعةٍ ... وقد لاحتِ الجَوْزاء وانْغَمَسَ النَّسْرُ

فقالت: مَنِ الطُّرَّاقُ؟ قلت: عصابةٌ ... خِفافُ الأداوى يُبْتَغى لَهُمُ الخَمْرُ

والشِّعْرى سابقةٌ في الطلوع للجَوْزاء ولذلك سميت كلبَ الجبار، والجبار