للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الآخر:

ويكاتِمُ الأسْرارَ حتّى إنّه ... ليَصونُها عنْ أنْ تَمُرُّ بِبالِه

فذلك قول من يَسْتَنْزِلكَ عمّا في نفسِك حتى إذا استقْصى ما عندك لم يَرْعَ فيه حقَّك، وقد قالوا: إنَّ الصبرَ على القَبْضِ على الجَمْرِ أيسرُ من الصبرِ على كتمانِ السرّ. . .

[حفظ اللسان]

من قديم ما قيل في حفظِ اللسان قولُ امرئ القيس:

إذا المَرْءُ لمْ يَخْزُنْ عليهِ لسانَه ... فليسَ على شَيْءٍ سِواه بِخَزّانِ

لم يحزن عليه لسانه: لم يُحرِزْ لسانَه فيجعلَه في خِزانةِ قلبه، قال صاحب اللسان: وخزانة الإنسان قلبُه، وخازنُه: لسانُه، وقال لقمان الحكيم لابنه: إذا كان خازِنُك حفيظاً وخِزانتك أمينةً رَشَدْتَ في أمرَيْك: دُنياك وآخرتك، يعني: اللّسان والقلب

وقالوا: من ضاق قلبُه اتَّسعَ لسانُه. . . .

وقال أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري: لسانُ العاقلِ مِنْ وراء قلبه، فإنْ عرضَ له القولُ نظرَ فإنْ كان له أن يقولَ قال، وإنْ كانَ عليه القولُ أمْسك، ولسانُ الأحْمقِ أمامَ قلبه، فإذا عرض له القولُ قال، كان عليه أو له. . . وقالوا: مقتلُ الرجلِ بين فكَّيْه.

ومن كلامهم: قِ فاكَ ما يَقْرعُ قَفاك قِ: فعل أمر من الوقاية ومنه: إنْ لمْ تملكْ فضلَ لسانِك، ملَّكت الشيطانَ فضلَ عنانِك.

وفي اللسان ومكانته يقول زهيرٌ: