للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عتب من يحفظ الذنب بعد تقادمه]

قال البحتري:

تناسَ ذنوبَ قَوْمِك إنَّ حِفْظَ الذُّ ... نوبِ - إذا قَدُمْنَ - مِنَ الذُّنوبِ

العفو عن المقرّ المعترف

قال بعضهم:

إذا ما امْرؤٌ مِنْ ذَنْبِه جاَء تائِباً ... إلَيْكَ فلَمْ تَغْفِرْ له، فَلَكَ الذَّنْبُ

ومن قولهم: التوبةُ تغسلُ الحوبة الحوبة: الخطيئة وقالوا: لا عَتْبَ مع إقرارٍ، ولا ذنبَ مع اسْتِغفار. وقال بعضُهم لصديقٍ له أنْكَرَ ذنباً: إمّا أنْ تُقِرَّ بِذَنْبك فيكونَ إقرارُك حُجَّةً لَنا في العفو، وإلا فَطِبْ نَفْساً بالانْتِصارِ مِنْك، فإن الشاعر يقول: ذلك

أقْرِرْ بِذَنْبِك ثُمَّ اطْلُبْ تَجاوُزَنا ... عَنْهُ فإنَّ جُحودَ الذَّنْبِ ذَنْبانِ

ومن كلامٍ لابْنِ المُعْتز: تَجاوزْ عَنْ مُذْنِبٍ لم يَسلكْ بالإقرارِ طَريقاً حتّى اتَّخَذَ مِنْ رَجائِك رَفيقاً. وقال بعض الأمراء لرجلٍ عاتبَه: بلغَني أنّك تُبْغضني، فلم ينكر الرجلُ وقال: أنْتَ كما قال الشاعر:

فإنّك كالدُّنْيا نذُّمُ صُروفَها ... ونُوسِعُها ذَمّاً ونحنُ عُبيدُها

وقال أبو فراس الحَمْداني: