للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هَبْني أسَأتُ كَما ظَنَنْ ... تَ فأيْنَ عاقِبةُ الأخُوّهْ

وإذا أسَأتَ كَما أسأتُ ... فأيْنَ فَضْلُكَ والمُرُوَّهْ

وقال آخر:

وَهَبْني - وما أجْرَمْتُ - أجْرَمْتُ كلَّ ما ... أتاكَ بهِ الواشي فَجُدْ باحْتِمالِهِ

وقال الشعبي لبعض الولاة - وقد كلَّمه في قومٍ حَبَسَهم -: إن حَبَسْتَهم بالباطلِ فالحقُّ يُخْرجهم، وإن حَبسْتهم بحقٍّ فالعفوُ يَسَعَهم؛ فأمر بإطلاقهم.

[معتذر مع إنكار]

قال الرشيد لرجلٍ يُرْمى بالزَّندقة: لأضْرِبنَّكَ حتَّى تُقِرَّ بالذَّنْبِ، فقال: هذا خلافُ ما أمرَ اللهُ به، لأنّه أمرَ أنْ يُضربَ الناسُ حتى يُقرّوا بالإيمان وأنْتَ تَضرِبُني حتّى أقِرَّ بالكُفْر! فخجل وعفا عنه. وكان الرشيد قد حبس عبد الملك بن صالح، فلمّا أخرجه الأمينُ من الحبس، وذكر الرشيدَ وفِعلَه به قال: واللهِ إنّ المُلْكَ لَشيءٌ ما نويتُه ولا تمنَّيْتُه، ولو أردتُه لكان إليَّ أسرعَ من الماءِ إلى الحَدور، ومن النار إلى يَبسِ العَرْفجِ، وإنّي لمأخوذٌ بِما لمْ أجْنِ، ومسؤولٌ عمّا لا أعرف، ولكن لمَّا رآني بالمُلْكِ قَميناً، وإنْ لمْ أترشَّحْ له في سرٍّ ولا جَهْرٍ، ورآه يَحِنُّ إليَّ حنين الوالدة الوالهة، وتميلُ ميلَ الهَلوكِ