للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَتى تَضِعِ الكرامةَ في لَئيمٍ ... فإنَّكَ قدْ أسأتَ إلى الكرامهْ

[الاستعانة بالجهل لدى الحاجة إليه]

قال العباس بن الأحنف:

ومَنْ يَحْلُمْ ولَيْسَ له سفيهٌ ... يُلاقي المُعْضلاتِ مِن الرجالِ

وقال غيره:

ولا يَلْبَثُ الجُهُّالُ أن يَتَهضَّموا ... أخا الحِلْمِ ما لَمْ يَسْتَعِنْ بِجَهولِ

وبينا عبدُ الله بن عمر رضي الله عنه جالسٌ إذ أقبل أعرابيٌّ، فلطَمَه، فقام إليه رجلٌ فجلدَ به الأرْضَ، فقال ابنُ عمرَ: ليس بِعزيزٍ مَنْ ليسَ في قومه سفيهٌ. . .

حث القادر على العقاب قبل فَوْته

قد أسلفنا كثيراً من عبقرياتهم في هذا المعنى، وقال أبو أذينةَ الغَسّاني:

يُحرِّضُ ابنَ عمِّه الأسودَ بنَ المنذر على قتل جماعةٍ من مُلوكِ الشام كان قد أسَرَهُمْ فأراد أن يعفوَ عنهم:

ما كلَّ يَوْمٍ ينالُ المَرْءُ ما طَلبا ... ولا يُسوِّغُه المقدارُ ما وَهبا

وأنْصفُ الناسِ في كلِّ المواطنِ مَنْ ... سقى الأعاديَ بالكأسِ الّتي شَرِبا

ولَيْسَ يَظلمُهُمْ مَنْ باتَ يضربُهم ... بِحدِّ سيفٍ به من قبلِهم ضُرِبا

فالعَفْوُ إلا عنِ الأعْداءِ مَكْرُمةٌ ... منْ قالَ غيرَ الذي قد قلتُه كَذبا

قتَلْتَ عَمْراً وتَستبقي يزيدَ لَقَدْ ... رأيْتَ رأياً يجرُّ الويلَ والحَرَبا

لا تَقْطَعَنْ ذنَبَ الأفعى وتتركَها ... إنْ كنتَ شَهْماً فأتْبِعْ رأسَها الذَّنَبا