للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبطل: الحامي لِظهورِ القومِ إذا ولَّوْا. . .

ويُروى أن زياد بن أبيه كتب إلى ابن عباس: أنْ صِفْ لي الشجاعةَ والجبنَ والجودَ والبخلَ، فكتب إليه: كتبت تسألني عن طبائعَ رُكّبت في الإنسان تركيبَ الجوارِح، اعلم أن الشُّجاع يقاتل عمَّنْ لا يعرفه، والجبانَ يَفرُّ عن عِرْسِه - زوجه - وأنَّ الجوادَ يُعطي مَنْ لا يلزمُه وأنَّ البخيلَ يُمْسِكُ عن نفسه.

[الأسباب المشجعة]

قال الجاحظ: الأسبابُ المشجّعة قد تكون عن الغضب، والشرابِ والهوج، والغيرة، والحميّة، وقد تكون مرقوة النَّفْج وحبِّ الأحْدوثة؛ وربّما كان طبعاً، كطبع الرّحيم، والسخيِّ، والبخيل، والجزوع والصّبور، وربّما كان للدِّين، ولكن لا يبلُغ الرجلُ للدّين ما لَمْ يشيِّعه بعضُ ما تقدَّم، لأن الدِّين مجتلَبٌ مكْتَسَبٌ، ولا يكادُ يبلغُ الطبيعةَ.

وقالوا: لا يصدُقُ القتالَ إلا ثلاثةٌ: مُتَديِّنٌ، وغَيْرانُ، ومُمْتَعضٌ من ذلّ.