للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعيَّر بانهزامه

من كلام الحجّاج: ولّيْتُمْ كالإبل الشَّوارِدِ إلى أوطانها، النّوازِعِ إلى أعْطانِها، لا يلوي الشيخ على بَنيه، ولا يسأل المَرْءُ عن أخيه. . . وقال أبو تمام من قصيدته البائية التي يمدح بها المعتصم ويذكر فتح عمُّورية وانْهزام ملكِ الروم:

وَلَّى وقَدْ ألْجَمَ الخِطِّيُّ مَنْطِقَه ... بِسَكْتةٍ تَحْتها الأحشاءُ في صَخَبِ

أحْذى قَرابينَه صَرْفَ الرَّدى ومَضى ... يَحْتَثُّ أنْجى مَطاياهُ مِنَ الهَرَبِ

مُوَكّلاً بِيَفاعِ الأرْضِ يُشْرِفُهُ ... مِنْ خِفَّةِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفّةِ الطَّرَبِ

وقال البحتري من أبيات يمدح بها أحمد بن طولون:

تَخَطّى حُزونَ الأرْضِ راكِبَ وَجْهِه ... لِيَمْنَعَ منهُ البُعْدُ ما يَبْذُلُ القُرْبُ

ولَوْ كانَ حُرَّ النّْفسِ والعَيْشِ مُدْبِرٌ ... لَماتَ وطَعْمُ المَوْتِ في فَمِه عَذْبُ

وقال أبو جعفر المنصور لبعض الخوارج: عرّفني: من أشدُّ أصحابي إقْداماً؟ فقال: لا أعرفُهم بوُجوهِهم، فإنّي لَمْ أرَ إلا أقفاءَهم. . .

وقال ابن الروميِّ في سليمان بن عبد الله بن طاهر:

قِرْنُ سُليمانَ قَدْ أضَرَّ بِه ... شَوْقٌ إلى وَجْهِهِ سَيُدْنِفُهُ

لا يَعْرفُ القِرْنُ وَجْهَه ويَرى ... قفاهُ مِنْ فَرْسَخٍ فيَعْرِفُهُ

وقال المتنبي لمَّا أوقع سيف الدّولة ببني عَقيل وقُشير وبَني العجلان