للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَقُدُّ السَّلوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه ... وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ

فَضَضْتُ الشَّيْءَ أفضُّه فَضّاً فهو مَفْضوضٌ وفَضيضٌ: كَسَرْتُه وفَرَّقْتُه، وفُضاضه وفِضاضه: ما تكسَّر مِنْه وتفرّق، والقونس: مُقَدَّم الرأس، وقونَسُ البَيْضةِ من السّلاح: أعْلاها، والفَراش: عَظْمُ الحاجب، أو قشرةٌ تكونُ على العظم دونَ اللّحم، ويقال: ضَرَبَه فأطارَ فَراشَ رأسِه وذلك إذا طارت العِظامُ رِقاقاً من رأسِه، والسَّلوقيُّ: الدِّرْع المنسوبة إلى سَلوق، وهي قريةٌ باليمن تعرف بِسَلَقْيَة وإليها تُنْسَبُ أيضاً الكِلابُ السَّلوقيّة، والصُّفّاحُ جمع صُفّاحة وهي: كلُّ عريضٍ من الحجارة ونحوها، والحُباحِب: الشَّررُ الذي يسقط من الزِّناد يقول في البيت الثاني: إنّ هذه السيوف تَقُدُّ - تقطع - الدِّرْعَ التي ضُوعِفَ نسجُها والفارس والفرس وتصل إلى الأرْضِ فتَقْدحُ النارَ بالصُّفَّاح.

وقال البحتري يصِف الدِّرْعَ:

يَمْشونَ في زَرَدٍ كأنَّ مُتونَها ... في كُلِّ مُعْتَرَكٍ مُتونُ نِهاءِ

بَيْضٌ تَسيلُ على الكُماةِ فُضولُها ... سَيْلَ السَّرابِ بِقَفْرَةٍ بَيْداءِ

وإذا الأسِنَّةُ خالَطَتْها خِلْتَها ... فيها خَيالُ كَواكِبٍ في ماءِ

وقال عبد الله بن المعتز:

كَمْ بَطَلٍ بارَزَني في الوَغى ... علَيْهِ دِرْعٌ خِلْتُها تَطَّرِدْ

كأنَّها ماءٌ عليهِ جَرى ... حتَّى إذا ما غابَ فيهِ جَمَدْ

وقال المتنبي:

تَرُدُّ عَنْهُ قَنا الفُرْسانِ سابِغَةٌ ... صَوْبُ الأسِنَّةِ في أثْنائِها دِيَمُ