للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الصفح عن الزلاّت من أفضل خصال الحمد، فأحق الناس بأن تتغاضى عن هفواتهم، رجال عرفت منهم المودة، ولم يقم لديك شاهد على أنهم صرفوا قلوبهم عنها".

وقديمًا قال الأوّل:

تريد مهذّباً لا عيب فيه ... وهل عودٌ يفوح بلا دخان؟!

ويقول الحسن بن وهب: من حقوق المودّة أخذ عفو الإخوان، والإغضاء عن التقصير إن كان.

وقد روي عن عليّ رضي الله عنه في قوله تعالى: {فَاصْفَح الصَفْحَ الجَمِيل}، قال: الرضا بغير عتاب.

قال الأستاذ محمد الخضر - رحمه الله -:

"وإذا كانت نفس الإنسان التي هي أخصّ النفوس به، ومدبّرة باختياره وإرادته لا تعطيه قيادتها في كلّ ما يريد، ولا تجيبه إلى طاعته في كلّ ما يحب، فكيف بنفس غيره؟! فحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره، وفي ذلك يقول ابن الرّومي:

همُ الناس والدنيا ولابدّ من قذىً ... يلمُّ بعينٍ أو يُكدّر مشربا

ومن قلّة الإنصاف أنّك تبتغي الـ ... مهذّب في الدنيا ولست المهذّبا"

ويقول ابن حبّان رحمه الله:

"من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون

<<  <   >  >>