للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفرق الإسلامية فكلهم مخلدون في النار فمن ههنا علم أن أهل السنة أيضا مخلدون في النار عندهم مه أنهم يحبون الأمير ويعتقدون أن حبه جزء الإيمان فانتقضت قاعدة محبة الأمير طردا وعكسا. ويخالف ذلك أيضا ما رواه ابن بابويه عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «والذي بعثني لايعذب بالنار موحد أبدا» (١) وروى الطبرسي في (الاحتجاج) عن الحسن بن علي أنه قال: من أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف ورد علم ما اختلف فيه إلى الله سلم ونجا من النار ودخل الجنة. (٢) وروى الكليني بإسناده صحيح عن زرارة قال: قالت لأبي عبد الله: أصلحك الله (٣) أرأيت من صام وصلى وحج واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب؟ قال: إن الله يدخله الجنة برحمته. (٤)

فهذه الأخبار الثلاثة دالة بالصراحة على نجاة أهل السنة. وكذلك تدل على إبطال قول الجمهور من الروافض وقول صاحب التقويم. وكلام ابن نوبخت المنجم الذي كان في الأصل مجوسيا ولم يطلع على قواعد الإسلام بعد أيضا باطل لا أصل له لأن الأعراف ليس دار الخلد بل أهله يمكثون فيه مدة قليلة ثم يدخلون الجنة كما هو الأصح عند المسلمين.

[الباب السابع في الأحكام الفقهية]

اعلم أن المؤلف (٥) قدم بعض بدعهم وأحكامهم الشنيعة قبل أن يشرع في أحكامهم الفقهية على قبح حالهم فقال:

أول أحكامهم إحداثهم عيد غدير خم في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة وتفضيله على عيدي الفطر والأضحى وتسميته بالعيد الأكبر، (٦) كل ذلك صريح المخالفة للشريعة. (٧)

الثاني إحداثهم عيد أبيهم (٨) (بابا شجاع الدين) الذي لقبوا به (أبا لؤلؤة المجوسي) (٩)


(١) الأمالي: ص ٢٩٥؛ التوحيد: ص ٢٩؛ الفتال، روضة الواعظين: ١/ ٤٢.
(٢) الاحتجاج: ص ٢٨٧.
(٣) ودعاؤه له بأن يصلحه الله اعتراف منه باحتمال أن يكون منه عكس ذلك وهو ينافي العصمة التي يدعونها لأبي عبد الله وآبائه.
(٤) الكافي: ٢/ ٢٠.
(٥) مؤلف أصل الكتاب عبد العزيز الدهلوي.
(٦) أخرج الطوسي عن محمد بن أحمد بن أبي بصير قال: «كنا عند الرضا - عليه السلام - والمجلس غاص بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس فقال الرضا: ... يا ابن بصير أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين - عليه السلام - فإن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ... ». تهذيب الأحكام: ٦/ ٢٤؛ ابن طاوس، الإقبال: ص ٤٦٨؛ العاملي، وسائل الشيعة: ١٤/ ٣٨٨. وينظر: الأميني، الغدير: ١/ ٢٨٢.
(٧) وهو من إحداث البويهيين، قال المقريزي: «عيد الغدير لم يكن عيدا مشروعا ولا عمله أحد من سلف الأمة المقتدى بهم، وأوّل ما عرف في الإسلام بالعراق أيام معز الدولة علي بن بويه، فإنه أحدثه سنة ٣٥٢هـ فاتخذه الشيعة من حينئذ عيدا». الخطط المقريزية: ٢/ ٢٢٢؛ وانظر البداية والنهاية:١١/ ٢٤٣.
(٨) تسمية العامة من الإمامية كما في بحار الأنوار: ٩٥/ ١٩٨.
(٩) أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة. ينظر تاريخ الطبري: ٢/ ٥٥٩.