للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يدعو على زورق فيغرق]

قال محمد بن الفرضي: كنت مع ذي النون في زورق، فمر بنا زورق آخر فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين، فأغرقهم فانقلب الزورق وغرقوا. فقلت فما بال الملاح؟ قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم؟ ولأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا

شهود زور، ثم انتفض وتغير وقال: وعزتك لا أدعو على أحد بعدها (١).

* * *

[عاقبة الجواسيس]

عن الحجاج بن صفوان بن أبي زيد قال: وشى رجل ببسر بن سعيد إلى الوليد، فأرسل الوليد والرجل عنده قال: فجيء به ترعد فرائصه، فأدخل عليه فسأله عن ذلك فأنكر بسر وقال: ما فعلت؟ فالتفت الوليد إلى الرجل. فقال: يا بسر هذا يشهد عليك بذلك، فنظر إليه بسر وقال: أهكذا؟ فقال: نعم. فنكس رأسه وجعل ينكث في الأرض ثم رفع رأسه فقال: اللهم قد شهد علينا فيما قد علمت أني لم أقله، اللهم فإن كنت صادقًا فأرني به على ما قال، فانكب الرجل على وجهه فلم يزل يضطرب حتى مات (٢).

* * *

أتى محمولاً ورجع معافى

أتى حبيب العجمي برجل زمن (أي لا يستطيع المشي) وكان الرجل محمولاً بمحمل، فدعا له فقام الرجل على رجليه فحمل محمله

على عاتقه ورجع إلى عياله (٣).

* * *


(١) سير أعلام النبلاء (١١/ ٥٣٤).
(٢) كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ص٧٠ - ٧١.
(٣) جامع العلوم والحكم لابن رجب - رحمه الله - ص٣٥٣ باختصار، تحقيق الأرناؤوط وإبراهيم باجس ط الرابعة مؤسسة الرسالة.

<<  <   >  >>