للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبل الساعة يقينا" (١)، ولم يأمر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن الأمر يتعلق به شخصيا، وما كان ينتقم لنفسه - صلى الله عليه وسلم -، ولأنه في حماية الله وعصمته، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (٢).

ومثال الصفات قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (٣)، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (١٤٢) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} (٤)، وخداع المنافقين لله وللمؤمنين إظهارهم بألسنتهم من القول والتصديق خلاف الذي في قلوبهم من الشك والتكذيب، ليتقي بذلك ما يخاف من المؤمنين، فقلوبهم مريضة بما أبطنوا من الكفر، ويرون ما يقومون به من فساد إصلاحاً، وهم قليلوا الذكر لله تعالى، ومن قلة ذلك عدم شهود صلاة العشاء والفجر، إلا نزرا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا، ولقد هممت ان آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم الحطب، ثم أخالف إلى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق عليهم بيوتهم بالنار» (٥)، وكذلك من صفاتهم مداومة تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس فكانت بين قرني الشيطان أو على قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله - عز وجل - فيها إلا قليلا» (٦).


(١) السنن الكبير للبيهقي ٨/ ١٩٨.
(٢) الآية (٦٧) من سورة المائدة.
(٣) الآيات (٩ - ١١) من سورة البقرة، وكذلك الآية (١٢) منها.
(٤) الآيتان (١٤٢، ١٤٣) من سورة النساء.
(٥) أخرجه البخاري ومسلم.
(٦) السنن الكبير للبيهقي ١/ ٤٤٤.

<<  <   >  >>