للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يغرون بي حور العيون لأنني ... علمت في طلب العلاء وأصبحوا

نظروا بعين عداوة لو أنها ... عين الرضا لا ستحسنوا ما استقبحوا

ولبعضهم:

وإذا الفتى نال الفضائل كلها ... لم يخل من سفه اللئيم الشاتم

والغصن تهجره الورى حتى إذا ... أبدى الثمار فكم له من راجم

قد أجرى- سبحانه عادته في خلقه- أيضًا- أن الأشرار يكرهون الأخيار، وينفرون لرؤيتهم، لما بينهم من المباينة الظاهرة والباطنة.

كما قال ابن الملحي في كان وكان:

روائح الورد تحيي الأنفس ... كذلك الأشرار تكره روائح الأخيار

لكن أنشد بعضهم:

إذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل

ولغيره:

زادني حبّا لنفسي أنني ... بغض إلى كل امرى غير طائل

وأني شقي باللئام ولن ترى ... شقيًا أبهم إلا الكريم الشمائل

وقيل لحكيم: من الذي يسلم من الناس؟ قال: من لا يظهر منه خير ولا شر. قيل له: كيف؟ قال: إن ظهر منه (خير) عاداه شرارهم وإن ظهر منه شر عاداه خيارهم.

وأنشدوا:

وما أنا إلا المسك ضاع فعندكم ... يضيع وعند الأكرمين يضوع

كما قيل:

مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نورًا ويعمي أعين الخفاش

وروى أبو نعيم- في الحليه- والبيهقي- بسنديهما- عن مطرق بن عبد الله قال: قال لي مالك بن أنس- رحمه الله-: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع. قال: ما زال الناس كذلك لهم صديق وعدو ولكن نعوذ ولكن بالله من تتابع الألسنة كلها.

<<  <   >  >>