للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن نقصهم يرموك عن سميهم بغضة ... فخالطهم إن شئت أو كن مجانبا

فلا تدنون منهم ولا تغيضهم ... وكن لهم ما بين ذاك مقاربا

ولا توغلن فيهم ودارهم وكن ... عن الشر منحازًا وللخير طالبا

وحبك والبغضاء لا كلفا بهم ... ولا تلفا فيهم تروم المعاطبا.

ولأبي الأسود الدجؤلي نظم:

وكن معدنا للخير واصفح عن الأذى ... فإنك رائي ما عمت وسامع

واحبب إذا أحببت حبًا مقاربا ... فإنك لا تدري من أنت نازع

وابغض إذا أبغضت غير مباين ... فإنك لا تدري متى أنت راجع

ولعدي بن زيد:

فلا تأمنن من مبغض قرب داره ... ولا من محب أن تمل فتبعدا

[فصل (٣٦): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم]

ومما يستحب للآمؤ بالمعروف الناهي عن المنك أن يكون متوضعًا في أمره ونهيه من غير افتخار ولا تعاظم، بل من حقوق المسلمين التواضع لهم.

وسمي التواضع متواضعًا أنه وضع شيئًا من قدرة الذي يستحقه - وذلك ملح العبادة- وغا شرف الزاهجين، وسيما الناسكين.

فقال الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنا من يرتدَّ منكم عن دينه، فسيوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلَّة على المؤمنين أعزَّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}.

(أي متواضعين لهم بذل لين وانقياد، لابذل هو أن فيعاشروا المؤمنين برحمة وعطف وشفقة وإخبات وتواضع).

وقوله: {أعزة على الكافرين}

هو من عزة القوة والمنعة والغلبة.

<<  <   >  >>