للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عناصر الدرس]

* الحالة الأولى والثانية من المناسخات.

* باب ميراث الخنثى المشكل.

* حالات الخنثى المشكل من حيث الإرث.

* حالات الخنثى المشكل من حيث اتضاح حاله وعدمه، وحكم كل منها والعمل.

* المفقود وحكمه.

* حالات المفقود باعتبار الغيبة، وحكم كل منها والعمل.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

سبق أن شرحنا شيئًا من ما ذكره الناظم رحمه الله تعالى من المناسخات (بابٌ المناسخات) أي باب بيان العمل فيها. ثم ذكرنا هذا الباب يعتبر عند الفرضيين من مستصعبات هذا الفن، ولا يتقنه إلا ماهرٌ في الفرائض والحساب، وعرف الناظم المناسخة بقوله:

وَإِنْ يَمُتْ آخَرُ قَبْلَ الْقِسْمَةْ ... فَصَحِّحِ الْحِسَابَ وَاعْرِفْ سَهْمَهْ

وَاجْعَلْ لَهُ مَسْأَلَةً أُخْرَى كَمَا ... قَدْ بُيِّنَ التَّفْصِيْلُ فِيْمَا قُدِّمَا

حقيقتها أن يموت من ورثة الميت الأول واحد أو أكثر قبل قسمة التركة، يموت الميت ويترك ورثة، ثم قبل أن تقسم التركة يموت واحد من الورثة وأكثر، حينئذٍ بدل من أن تجعل لهذا مسألة مستقلة، وهذه والميت الثاني أو الثالث مسألة مستقلة، يجمع بينهما في مسألةٍ واحدة، وهذا ما يسمى بالمناسخات (وَإِنْ يَمُتْ آخَرُ) يعني ميت آخر، والميت هنا (وَإِنْ يَمُتْ) مَيْتٌ (آخَرُ)، (آخَرُ) هو كما ذكرنا صفة لموصوف، يعني من ورثة الميت الأول (قَبْلَ الْقِسْمَةْ) يعني: قبل قسمة التركة تركة الميت الأول ولم يمكن الاختصار قبل العمل (فَصَحِّحِ الْحِسَابَ) يعني: المسألة الأولى افعل بها مثل ما تفعل بالمسائل السابقة، كأنها مسألة مستقلة فليس فيها ميت ثاني، (وَاعْرِفْ سَهْمَهْ) يعني: نصيبه وحظه من الميت الأول (وَاجْعَلْ لَهُ مَسْأَلَةً أُخْرَى) يعني: للميت الثاني، فصحح له المسألة (كَمَا ** قَدْ بُيِّنَ التَّفْصِيْلُ فِيْمَا قُدِّمَا) إذًا هذه حقيقة المناسخة، واشتهر عن الفرضيين أن أحوال المناسخات ثلاث. ذكر الناظم واحدة منها وهي أصعبها، وضابطها كما ذكرنا أن يكون ورثة الثاني هم بقية ورثة الأول، لكن اختلف إرثهم أو ورث معهم غيرهم، طريقة العمل فيها أن تصحح مسألة الميت الأول، وثانيًا تصحح مسألة الميت الثاني، ثم تنظر بين سهام الميت الثاني من المسألة الأولى، ومصح مسألته يعني: ما له نصيبه حظه من المسألة الأولى، كم له؟ ولذلك قال: (وَاعْرِفْ سَهْمَهْ) لماذا؟ لتنظر بين هذه السهام وبين مصح مسألته، حينئذٍ بالنظر لا يخلو من ثلاثة أحوال لا يخلو من ثلاثة صور:

الصورة الأولى: أن تنقسم السهام على مسائل، وهذه أشار إليها المصنف: (وَإِنْ تَكُنْ لَيْسَتْ عَلَيْهَا تَنْقَسِمْ)، (وَإِنْ تَكُنْ) يعني السهام (لَيْسَتْ عَلَيْهَا) على مسألة الثانية (تَنْقَسِمْ) أي تنقسم السهام على مسألته يعني ناتجة النظر بين سهام الميت الثاني من المسألة الأولى، ومصح مسألته نظر يكون بماذا؟ بكونه:

- إما تباين.

- وإما توافق.

-وإما انقسام.

<<  <  ج: ص:  >  >>