للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[عناصر الدرس]

* فائدة التنبيه على اختلاف النسخ في ترتيب الأبيات

* المغايرة بين المضاف والمضاف إليه

* يكتسب المضاف من المضاف إليه التأنيث أو التذكير بشروط.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما وبعد:

قال الناظم رحمه الله:

وَلاَ يُضَافُ اسْمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ

وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ أَوَّلاَ ... مَعْنىً وَأَوِّلْ مُوهِمَاً إِذَا وَرَدْ

تَأْنِيثَاً إِنْ كَانَ لِحَذْفٍ مُوهَلاَ

هذان البيتان مُختلَفٌ في تقديمِ بعضِهما على بعض, أكثرُ الشرّاحِ على تقديمِ البيت الثاني: (وَرُبَّمَا أَكْسَبَ) على قوله: (وَلاَ يُضَافُ اسمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ مَعْنىً) , هذا قدّمه ابنُ عقيل, وأخّر: (وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ) , والأشمويي وكذلك السيوطي في شرحه والمكودي قدّموا: (وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ) , على قوله: (وَلاَ يُضَافُ اسمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ مَعْنىً) , وكلاهما جائزان؛ لأن هذه مسألة مُستقلّة وهذه مسألة مُستقلّة, لكن الأولى أن يُقدّم (وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ) على قوله: (وَلاَ يُضَافُ اسمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ) , لأنه له علاقة في جهة كونِ المضاف يكتسبُ شيئاً من المضاف إليه, وهذا تابعٌ للإضافة المحضة؛ لأنه لما تكلّمَ عن الإضافة المحضة في قوله: وَاخْصُصْ أَوَّلاَ, ثم بيِّن وَإِنْ يُشَابِهِ المُضَافُ, ثم قال: وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانٍ أَوَّلاَ تَأَنِيثَاً, بمعنى أنه قد يَكتسِب الأولُ من الثاني غيرَ التعريف والتخصيص, فهو قدرٌ زائد على قوله: وَاخْصُصْ أَوَّلاَ ... أَوْ أَعْطِهِ التَّعْرِيفَ, هذا مُناسِب .. ولا بأس, هذا أو ذاك, المهم الفائدة.

وَلاَ يُضَافُ اسمٌ لِمَا بِهِ اتَّحَدْ مَعْنىً القاعدة عندَ البصريين خلافاً لما عليه الكوفيون من أنه لا يحوز إضافةُ الشيءِ إلى نفسه, لا بدّ أن يكون ثَم مغايرةٌ بينَ المضاف والمضاف إليه لأنه كما سبق؛ المضافُ يكتسبُ التعريف من المضاف إليه, وكذلك يكتسبُ التخصيص, والشيء لا يُعرِّف نفسَه ولا يخصِّصُ نفسَه, الشيء إذا أضفته إلى غيره قلنا اكتسب التعريف.

إذن: لا بد أن يكونَ مُغايراً له فلو كان مثله .. عينه حيئنذٍ كيف يُعرِّف الشيء نفسَه؟ وكيف يُخصِّص الشيء نفسَه؟ هذا بعيد, ولذلك اشترطَ البصريون أن تكونَ ثَم مُغايَرة ولو بوجهٍ ما بينَ المضاف والمضاف إليه.

وَلاَ يُضَافُ هنا يُضاف هذا فعلٌ مُضارع فيه مصدر, والمصدر نكرة وقع في سياق النفي, لا يضاف يعني لا تُضف .. لا يُضاف حينئذٍ أي إضافة ممنوعة.

وَلاَ يُضَافُ اسمٌ لما اتحدَ به معنى, لِمَا: هذا جار ومجرور مُتعلّق بقوله: يُضَافُ.

اتَّحَدْ بِهِ: (بِهِ) جارٌّ ومجرور مُتعلِّق بقوله: اتَّحَدْ.

مَعْنىً: هذا تمييزٌ أو على نزعِ الخافض يعني: في المعنى.