للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[عناصر الدرس]

* فصل ... مواضع نقل حركة العين إلى الساكن الصحيح قبله

* مواضع نقل حركة العين إلى الساكن الصحيح قبله

* خلاصة الفصل ومسائله

* فصل .. قلب الواو أو الياء تاءاَ

* قلب (تا) الإفتعال طاءاَ أو دالاَ

* فصل حذف الواومن المثال العرواي

* حذف أحد المثلين

* أوجه إسناد الفعل المضعف الثلاثي إلى ضمير

* الإدغام ... وحده وأنواعه

* مالا يجوز إدغام المثلين فيه. وما يجوز

* ما يجوز فيه الإدغام والفك

* متى يجب الفك

* خلاصة الباب

* الخاتمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسلام عَلَى نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى آله وَصَحْبِه أَجْمَعِين، أمَّا بعد:

فلا زال النَّاظم يسرد لنا فصولاً تتعلَّق بالإبدال.

قال: (فَصْلٌ).

لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ التَّحْرِيكَ مِنْ ... ذِي لِيْنٍ آتٍ عَيْنَ فِعْلٍ كَأَبِنْ

هذا الفصل المراد به: نقل حركة الحرف المُتحرِّك المُعتل إلى السَّاكن الصحيح قبله، حروف العِلَّة ثلاثة: الألف والواو والياء، والألف ليست قابلة للتَّحرِيك، حينئذٍ بقي الواو والياء، إذا حُرِّكت الواو بحركة، أو حُرِّكَت الياء بحركة، حينئذٍ صار فيها نوع ثقل، ولو كانت الحركة فتحة، حينئذٍ تُنْقَل حركة حرف العِلَّة -الواو أو الياء- إلى ما قبلها، هذا يُسَمَّى: إعلالاً بالنَّقل، يعني: تُنْقَل حركة حرف العِلَّة إلى ما قبله، لكن ليس على إطلاقه، بل بشروطٍ سيذكرها النَّاظم متوالية.

إذاً: هذا الفصل ممكن تجعل له عنوناً في نقل حركة الحرف المُتحرِّك المُعْتَل إلى السَّاكن الصحيح قبله، ولذلك قال:

لِسَاكِنٍ صَحَّ انْقُلِ التَّحْرِيكَ مِنْ ... ذِي لِيْنٍ. . . . . . . . . . . . .

(انْقُلْ) فعل أمر وهو مبني بالسُّكون المُقدَّر على آخره، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنت، و (التَّحْرِيكَ) مفعولٌ به، وقوله: (لِسَاكِن) جار ومجرور مُتعلِّق بقوله: (انْقُلْ) انقل التَّحريك لساكن، و (صَحَّ) فعل ماضي، والفاعل ضمير مستتر يعود على السَّاكن، والجملة في محلِّ جر صفة (لِسَاكِن).

إذاً: (لِسَاكِنٍ) صحيحٍ، عَبَّر بالجملة .. النَّظم لم يساعده فأتى بالجملة، (صَحَّ) هذا فعل، لساكنٍ صحيحٍ، هذا أول شرط: أن يكون ساكناً صحيحاً، فإن كان مُعتلَّاً حينئذٍ لا يُنْقَل إليه، لماذا؟ لأنَّه إنَّما يُنْقَل من حرف عِلَّة لأجل طلب التَّخفيف، فلا يُنْقَل إلى حرفٍ مُعتلٍّ مثله، وإنَّما يُنْقَل إلى صحيح، لأنَّ الصَّحيح قوي، وحينئذٍ تَحرَّك بحركةٍ ما ازداد قوَّةً.

انْقُلِ لِسَاكِنٍ صَحَّ.

انْقُلِ التَّحْرِيكَ مِنْ ذِي لِينٍ ..

(مِنْ ذِي لِينٍ) يعني: من حرفٍ (لِينٍ) المراد به: حرف العِلَّة، وهو الواو أو الياء، (آتٍ) هذا نعت لـ: (ذِي)، و (آتٍ) اسم فاعل وهو صِفِّة لـ: (ذِي)، وفيه ضمير مستتر يعود على (ذِي) (آتٍ) أي: هو و (عَيْنَ) هذا حال من فاعل (آتٍ) .. الضمير المستتر، (عَيْنَ فِعْلٍ) (عَيْنَ) مضاف، و (فِعْلٍ) مضافٍ إليه (كَأَبِنْ).

إذاً اشترط النَّاظم هنا: أن يكون التَّحريك (مِنْ ذِي لِينٍ) لا من حرفٍ صحيح، وأن يكون لساكنٍ صحيح، يعني: يُنْقَل إلى السَّاكن قبله الصَّحيح، ثُمَّ: أن يكون هذا اللين (عَيْنَ فِعْلٍ).

إذاً الموضع الأول: أن يكون الحرف المعتل عيناً لِفِعْلٍ، الحرف المُعتَل المُحرَّك الذي نريد نقل حركته أن يكون (عَيْنَ فِعْلٍ).

(كَأَبِنْ) (أَبِنْ) هذا فعل أمر مثل: أَكْرِم، أصلها: أَبْيِنْ .. أَكْرِم، أَبْيِنْ الباء ساكنة وهو حرفٌ صحيح، والياء مُتحرِّكة بالكسرة، حينئذٍ نقلنا حركة الياء الكسرة إلى ما قبله وهو الباء وهو حرفٌ صحيح.