للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ابْنِي مِثْلَهَا»، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا». فَقَالَ: «أَمَّا الرَّاكِبُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ لَهَا تَزْنِي، وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ، وَيَقُولُونَ: تَسْرِقُ، وَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ».

ذُو شَارَة: أَيْ صَاحِب حُسْن، وَقِيلَ: صَاحِب هَيْئَة وَمَنْظَر وَمَلْبَس حَسَن يُتَعَجَّب مِنْهُ وَيُشَار إِلَيْهِ.

ثُمَّ مُرَّ: بِضَمِّ الْمِيم عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ.

الجَبَّار: العاتي المتكبر القاهر للناس.

من عبر القصة:

١ - أَنَّ نُفُوس أَهْل الدُّنْيَا تَقِف مَعَ الْخَيَال الظَّاهِر فَتَخَاف سُوء الْحَال، بِخِلَافِ أَهْل الإيمانِ الصادِقِ فَوُقُوفهمْ مَعَ الْحَقِيقَة الْبَاطِنَة فَلَا يُبَالُونَ بِذَلِكَ مَعَ حُسْن السَّرِيرَة، كَمَا قَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَنْ أَصْحَاب قَارُون حَيْثُ خَرَجَ عَلَيْهِمْ: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْل مَا أُوتِيَ قَارُون}، {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم: وَيْلكُمْ ثَوَاب اللهِ خَيْر}.

٢ - أَنَّ الْبَشَر طُبِعُوا عَلَى إِيثَار الْأَوْلَاد عَلَى الْأَنْفُس بِالْخَيْرِ لِطَلَبِ الْمَرْأَة الْخَيْر لِابْنِهَا وَدَفْع الشَّرّ عَنْهُ وَلَمْ تَذْكُر نَفْسهَا.

<<  <   >  >>