للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحاديث لا تصح في شأن معاوية - رضي الله عنه - مدحًا وذمًا

قال ابن خلدون: «وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل، غثا أو سمينا» (١).

وقد طفحت كتب الأخباريين والتواريخ بأخبارٍ عن معاوية، وجُلها مقاطيع ومراسيل، وهي ضعيفة، فهذا أكثر مَن نقل أخبار معاوية، وهو البلاذري يقول: «قال لي هشام بن عمار: «نظرتُ في أحاديث معاوية عندكم فوجدتُ أكثرها مصنوعا .. »، وذكر أحدها (٢).

ناهيك عن مصادر الأخبار غير الموثوقة أصلًا، كتواريخ الضعفاء المتروكين؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى الكوفي، والكلبي، والواقدي، والعباس بن بكار، أو كتب الشيعة مثل كتابَي (الأغاني) و (مقاتل الطالبيين) لأبي الفَرَج الأصفهاني، وكتب المسعودي (٣) وابن أبي الحديد، أو الكتب الموضوعة المنحولة: كالإمامة والسياسة، وتاريخ اليعقوبي، وكتاب السقيفة المنسوب للجوهري، أو الكتب غير المُسندة، أو غير المختصة: كـ (العقد الفريد)، فضلا عن كتابات أمثال طه حسين وخالد محمد خالد!

وبمثل هذه الأخبار يتعلق أعداء معاوية - رضي الله عنه -، وقد شاء الله أن يرفع درجات معاوية بكثرة من يسبُّه من الرافضة ومَن لا خَلاق له، وقد قام أولئك بوضع الكثير من الحكايات التي تطعن فيه، بل وصل الأمر إلى وضع أحاديث في ثَلْبه - رضي الله عنه -، ولا يُستغرب ذلك من أكذب الناس، وهم الرافضة.


(١) المقدمة (١/ ١٣).
(٢) أنساب الأشراف (٤/ ١٩ - ٣١٧) تحقيق العظم.
(٣) طُبعت رسالة جامعية من إعداد إبراهيم بن يوسف الأقصم، بعنوان: «الدولة الأموية في كتابات المسعودي»، خلص فيها إلى أن المسعودي يمثل وجهة نظر الخصم الشيعي في كتابة العهد الأموي، وأنه لم يكن حياديًا ولا موضوعيًا ولا منصفًا، وأنه وقع في تناقضات عديدة، وأورد خرافات وموضوعات.

<<  <   >  >>