للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: «والله لو رأيت منكرًا ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه، وأخبرك بالحق لله فيه، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه، وما رأيت منك إلاّ خيرًا» (١).

كما أنه شهد له بحسن السيرة والسلوك حينما أراده بعض أهل المدينة على خلعه والخروج معهم ضده، فيروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع ـ الذي كان داعية لابن الزبير ـ مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبَى عليهم.

فقال ابن مطيع: «إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب».

فقال محمدبن الحنفية: «ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبًا على الصلاة متحريًا للخير يسأل عن الفقه ملازمًا للسنة».

قالوا: «ذلك كان منه تَصَنّعًا لك».

قال: «وما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهِر إليّ الخشوع؟

ثم أفأطْلَعَكم على ما تَذْكُرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا».

قالوا: «إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه».

فقال لهم: «أبى الله ذلك على أهل الشهادة، ولست من أمركم في شيء» (٢).

وقد شهد له ابن عباس - رضي الله عنه - بالفضيلة وبايعه (٣).

٦ - إن مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية، من أمثال عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وأبي أيوب الأنصاري، على مصاحبة جيش يزيد في سيره


(١) أنساب الأشراف للبلاذري (٥/ ١٧).
(٢) البداية والنهاية (٨/ ٢٣٣)، وتاريخ الإسلام للذهبي (حوادث سنة ٦١ - ٨٠هـ، ص٢٧٤) وحسَّن محمد الشيباني إسناده، انظر: مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص٣٨٤).
(٣) انظر: أنساب الأشراف (٤/ ٢٨٩ - ٢٩٠) وسنده حسن.

<<  <   >  >>