للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى هذه القصة يُنْسب إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال للمصري وهو يضرب ابن عمرو بن العاص: «اضرب ابن الألْيَمين». يعنى الألْأمين، وهذا اللفظ أشد من لفظ (لئيم) لأن هناك اللئيم والألْأم، ولفظ (اللئيم) معناه: «الدنيء الأصل الشحيح النفس» (١) والتعيير بالأصل لا يجوز؛ لأنه من أمور الجاهلية.

[٢ - قصة أصابت امرأة وأخطأ عمر:]

أخرج سعيد بن منصور في سننه عن الشعبي قال: «خطب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الناس، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: «ألَا لَا تُغالوا في صداق النساء، فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال»، ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت: «يا أمير المؤمنين أكتاب الله أحق أن يتبع أم قولك؟».

قال: «بل كتاب الله عز وجل، فما ذلك؟».

قالت: «نهيت الناس آنفًا أن يغالوا في صداق النساء، والله عز وجل يقول في كتابه: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} (النساء:٢٠).

فقال عمر: «كل أحد أفقه من عمر» مرتين أو ثلاثًا، ثم رجع إلى المنبر، فقال للناس: «إني نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء؛ ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له». (٢)

وهذه الرواية قد بيَّن ضعّفها الشيخ الألباني في (إرواء الغليل رقم ١٩٢٧)، والشيخ علي حشيش في (سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية) التي تصدر تباعًا في مجلة (التوحيد) المصرية.

وهذه الرواية باطلة سندًا ومتنًا.

فأما من ناحية السند: ففيه علّتان:


(١) انظر: لسان العرب (١٢/ ٥٣٠).
(٢) سنن سعيد بن منصور (ج١، باب ما جاء في الصداق برقم (٥٩٥، ٥٦٩،٥٧٩).

<<  <   >  >>