للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: والله ما رأيت إلا خيرًا وما بلغني إلا خيرٌ، ولكنِّي رأيته وأشار بيده (١) ـ فأحببت أن أضع منه».اهـ.

هذا الكلام يشير إلى شدة مراقبة عمر - رضي الله عنه - لولاته واستدل بها هذا الغيور ـ حفظه الله ـ على ثقة عمر بمعاوية - رضي الله عنهما - واهتمامه بنصحه ولكن:

هل كان معاوية - رضي الله عنه - مشغولًا عن رعيته بالطعام والشراب، وهل يعقل ألا يثق عمر في كلام معاوية - رضي الله عنهما - فيقول له: «لئن كان ما قلت حقًا، إنه لرأي أريب، ولئن كان باطلًا إنه لخديعة أديب»؟.

وما هو أذى عمر الذي بلغ معاوية في مكة والشام.

وهل يُعقل أن يعاقب عمر - رضي الله عنه - والِيَه الذي يثق به بأن يضربه بالدِّرة أمام الناس ويهمّ بأن يأمره بالمشي حافيًا إلى بلاد الحجاز؟

وما الجريمة التي اقترفها معاوية حتى يضربه عمر بالدِّرة.

وفي القصة اتهام لمعاوية بالتكبر أو الخيلاء أمام خليفة المسلمين.

وهل اطلع عمر على ما في قلب معاوية فعلم فيه الغرور أو الكبر فأحب أن يضع منه.

وماذا على عمر لو عزله وولى مكانه من هو أصلح وأنفع للمسلمين منه.


(١) يعني: أشار بيده إلى فوق.

<<  <   >  >>