للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يليق بكماله وجلاله علواً كبيراً!] (١).

٦٣ - يطلق باض وفرخ على سبيل المثل (٢).

[دلت الآية الكريمة - أي قوله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ} (الكهف: ٥٠) - على أن له ذرية، أما كيفية ولادة تلك الذرية فلم يثبت فيه نقل صحيح، ومثله لا يعرف بالرأي. وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: قلت: الذي ثبت في هذا الباب من الصحيح ما ذكره الحميري في الجمع بين الصحيحين عن الإمام أبي بكر البرقاني: أنه خرج في كتابه مسنداً عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، من رواية عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فيها باض الشيطان وفرخ» (٣) وهذا يدل على أن للشيطان ذرية من صلبه.

قال مقيده عفا الله عنه: هذا الحديث إنما يدل على أنه يبيض ويفرخ، ولكن لا دلالة فيه على ذلك. هل هي من أنثى هي زوجة له، أو من غير ذلك، مع أن دلالة الحديث على ما ذكرنا لا تخلو من احتمال؛ لأنه يكثر في كلام العرب إطلاق باض وفرخ على سبيل المثل. فيحتمل معنى باض وفرخ على سبيل المثل؛ فيحتمل معنى باض وفرخ أنه فعل بها ما شاء من إضلال وإغواء ووسوسة ونحو ذلك على سبيل المثل، لأن الأمثال لا تغير ألفاظها.] (٤).


(١) - (٤/ ١٣١) (الكهف/٥٠).
(٢) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز في مفرد، ويسمى اللغوي، من نوع إضافة الفعل إلى ما لا يصح منه تشبيهاً، وانظر الإتقان (٣/ ١١٥).
(٣) - أخرجه بهذا اللفظ الطبراني (٦/ ٢٤٨) (٦١١٨)، والبيهقي في الشعب (٧/ ٣٧٩) (١٠٦٥٥)، ورواه مسلم في صحيحه عن سلمان بلفظ: {قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة - أو قال مربض - الشيطان وبها رايته)}.
(٤) - (٤/ ١٣٤) (الكهف/٥٠).

<<  <   >  >>